كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (اسم الجزء: 2)

شهاب: كانت ممَّا أفاء الله عليه، فحجبها وأولم عليها وقسم لها. وكانت أحد أمهات المؤمنين. وقال غيره: استصفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصارت في سهمه ثم اعتقها، وجعل عتقها صداقها، ويختلفون في ذلك. وهو خصوص عند أكثر الفقهاء له صلى الله عليه وسلم، إذ كان حكمه في النساء مخالفا لحكم أُمَّته.
وأعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفيه بخيبر أو ببعض الطريق. وكانت التي جمَّلتها ومشَّطتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصلحت من أمرها أمُّ سليم بنت ملحان أُمُّ أنس بن مالك. فبات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبَّة له، وبات أبو أيوب خالد بن زيد أخو بني النجار متوشِّحا سيفه يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطيف بالقبِّة حتى أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأى مكانه قال: " مالك يا أبا " أيوب "؟. قال: يا رسول الله خفت عليك من هذه المرأة، وكانت امرأة قد قتلت أباها وزوجها وقومها، وكانت حديثة عهد بكفر، فخفتها عليك: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللَّهم احفظْ أبا أيوب كما بات يحفظني ".
ويروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على صفية وهي تبكي. فقال لها: " ما يُبكيكِ؟ ". قالت: بلغني أن عائشة وحفص تنالان مني، وتقولان: نحن خير من صفية، نحن بنات عمّ رسول الله وأزواجه. قال: " ألا قلتِ لهنَّ: كيف تكنَّ خيرا مني وأبي هارون وعميِّ موسى وزوجي محمد؟ " رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت صفية حليمة عاقلة فاضلة. وتوفيت سنة ست وخمسين.
فهؤلاء أزواجه اللواتي لم يختلف فيهنَّ، وهنَّ إحدى عشر امرأة، ومنهنَّ ست من قريش وأربع من سادات العرب وواحدة من بني إسرائيل من ولد هارون. توفي في حياته منهن اثنتان: خديجة بنت خويلد بن أسد بمكة وزينب بنت خزيمة بالمدينة.
وتزوج غير هؤلاء، ولم يدخل بهنَّ. منهن: أسماء بنت النعمان بن الجون بن شراحيل الكندية التي استعاذت منه فقال لها: " قد عذت بمعاذ ". وفي رواية: " الحقي بأهلك ".

الصفحة 74