كتاب الاعتصام للشاطبي ت الشقير والحميد والصيني (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬_________
=أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها، وصوموا نهارها، فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا ... " الحديث.
وفي سنده ابن أبي سبرة، وهو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة، وقد رموه بالوضع كما في التقريب (8030)، فالحديث موضوع من طريقه.
2 ـ الطريق الثانية: أخرجها ابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 440 رقم 1010) من طريق علي بن الحسن، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن مجاهد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: "يا علي! من صلى مائة ركعة في ليلة النصف من شعبان ... " الحديث بطوله.
وقد حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وأعلّه بجهالة بعض رواته وضعف بعضهم، وأقره السيوطي في "اللآلئ" (2/ 57 ـ 59).
وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص185 ـ 186 رقم 435): "والظاهر أنه من وضع علي هذا"، يعني علي بن الحسن بن يعمر السامي الراوي لهذا الحديث عن سفيان الثوري، فإنه ذكر الحديث في ترجمته في "ميزان الاعتدال" (3/ 119 ـ 120) وقال: "وهو باطل، وهو على هذا في عداد المتروكين عفا الله عنه"، وكان قد نقل عن ابن حبان قوله في علي هذا: "لا يحلّ كتب حديثه إلا على جهة التعجب". ونقل الحافظ ابن حجر في "اللسان" (5/ 211 ـ 212) عن الدارقطني قوله: "مصري يكذب يروي عن الثقات البواطيل".
3 ـ الطريق الثالثة: أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3/ 386 ـ 387 رقم 3841)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 444 ـ 445 رقم 1014)، كلاهما من طريق عثمان بن سعيد بن كثير، عن محمد بن المهاجر، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم؛ قال: قال علي: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة النصف من شعبان قام فصلى أربع عشرة ركعة ... الحديث.
قال البيهقي: "يشبه أن يكون هذا الحديث موضوعاً، وهو منكر، وفي [رواته]ـ مثل عثمان بن سعيد ـ مجهولون".
وقال ابن الجوزي: "وهذا موضوع أيضاً، وإسناده مظلم، وكأن واضعه يكتب من الأسماء ما يقع له، ويذكر قوماً ما يعرفون، وفي الإسناد محمد بن مهاجر، قال ابن حبان: يضع الحديث".
وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (ص186 رقم 438): "إسناده مظلم، وفيه كذاب".
وأما حديث ابن عمر: فأخرجه ابن الجوزي أيضاً برقم (1011) من طريق الحسين بن إبراهيم، قال: أنبأنا محمد بن جابان المذكِّر ... ، فساقه بسنده إلى يزيد بن محمد،=

الصفحة 21