وما كان منه يسقى بالنضح ففيه نصف العُشر في عشرين واحد (¬1).
الشرح
الأثر ثابت الإسناد، وقد روى الشافعي في "القديم" عن مالك عَنِ الثِّقَةِ عِنْدَهُ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ وسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ وَالْبَعْلُ العُشْرُ، وَفِيمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ".
ويروى موصولًا من رواية الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن سليمان وبسر عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬2).
وروى البخاريّ في "الصحيح" عن سَعِيد بْن أَبِي مَرْيَمَ، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ والأنهار وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا العُشْرُ، وفيما سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ العُشْرِ" (¬3).
ورواه مسلم (¬4) من حديث [أبي] (¬5) الزبير عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: "صدقة الثمار والزرع ما كان نخلًا أو كرمًا أو زرعًا أو شعيرًا" كأنه يعني بالزرع الحنطة، والمقصود أن الصدقة تجب في هذِه الأنواع وما في معناها.
والبعل: ما لا يحتاج إلى السقي بل يشرب بعروقه من ماء قريب منه.
واختلف في العثريّ: فقيل: هو البعل نفسه، والأظهر أن العثريّ
¬__________
(¬1) "المسند" ص (95).
(¬2) رواه الترمذي (639)، وابن ماجه (1816).
(¬3) "صحيح البخاري" (1483) وليس عنده: "والأنهار" وهي عند أبي داود (1596).
(¬4) "صحيح مسلم" (981/ 7).
(¬5) قطع في "الأصل" والمثبت من "صحيح مسلم".