كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 2)

كان يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1)} " (¬1).
واعلم أن في الأحاديث الواردة فيما يقرأ في الجمعة والعيدين وغيرهما، وفيما يتعلق بفضائل السور دلالة ظاهرة على أن السور المؤلفة من الآيات كانت معلومة مضبوطة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الصحابة لم يؤلفوها برأيهم.

الأصل
[342] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا إبراهيم، حدثني ليث، عن عطاء؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خطب يعتمد على عنزته اعتمادًا (¬2).

الشرح
ليث: هو ابن سلمان إن شاء الله - بياع السابري.
سمع عطاء. وروى عنه: وكيع، وأبو نعيم، وابن مهدي، وأسباط بن محمَّد (¬3).
والاعتماد على العنزة أو ما في معناها في خطبة الجمعة قد مر ذكره، ويروى عن يزيد بن البراء عن أبيه "في صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أضحى، ثم استقبل بوجهه وأعطي قوسًا أو عصى، فاتكأ عليها فحمد الله وأثنى عليه" (¬4).
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم (878/ 62).
(¬2) "المسند" ص (77).
(¬3) قلت: ليس هو ليث بياع السابري، وإنما هو ليث بن أبي سليم كما صرح بذلك ابن حجر في "التلخيص" (649).
وليث بن أبي سليم ترجمته في "التاريخ الكبير" (7/ ترجمة 1051)، "والجرح والتعديل" (7/ ترجمة 1014)، و"التهذيب" (24/ ترجمة 5017).
(¬4) رواه البيهقي (3/ 300).

الصفحة 33