كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 2)

و"دون الركوع الأول".
والركعة الثانية على الذي يليه هذا الذي فيه الكلام، وهذِه الكيفية التي اشتمل عليها حديث ابن عباس أشهر والروايات بها أكثر، وفي "صحيح مسلم" (¬1) من رواية طاوس، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في الكسوف فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد وفي الأخرى مثلها وبعبارة أخرى: صلى ثمان ركعات في أربع سجدات (¬2).
وعن عبيد بن عمير، عن عائشة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى ست ركعات وأربع سجدات (¬3).
ويروى مثله من رواية جابر، وعن أبي بن كعب؛ أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى ركعتين في كل ركعة خمس ركوعات (¬4). ويروى عن سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه صلى ركعتين في كل ركعة ركوع واحد كسائر الصلوات (¬5). وحمل بعضهم الروايات على أنه صلاها مرات وزاد ونقص بحسب مدة الخسوف، وإلى هذا ذهبت طائفة من أصحابنا.
وقوله: "ثم انصرف وقد تجلت الشمس" يبين وقوع الخطبة بعد زوال الخسوف؛ فإن خطبة الكسوف مؤخرة عن الصلاة كخطبة العيد،
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (909/ 19).
(¬2) "صحيح مسلم" (901/ 18).
(¬3) "صحيح مسلم" (904/ 7).
(¬4) رواه أبو داود (1182)، والحاكم (1/ 481).
قال الحاكم: رواته صادقون، وقال الذهبي: خبر منكر، وضعفه الألباني في "الإرواء" (661).
(¬5) لم أجده عنه. والله أعلم.
وروى مسلم في "صحيحه" (913) مثله عن عبد الرحمن بن سمرة.

الصفحة 42