كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (اسم الجزء: 2)

فإن لم يطق الإيماء برأسه أخَّر الصلاة ولم تسقط ما دام مفيقًا،
منحة السلوك

الطحاوي عن أبي حنيفة، وهو مذهب الشافعي أيضًا (¬١).
قوله: فإن لم يطق الإيماء. أي: إن لم يقدر على الإيماء برأسه أيضًا أخر الصلاة (¬٢)؛ لأن التكليف بقدر الوسع (¬٣).
قوله: ولم تسقط الصلاة ما دام مفيقًا.
لأنه يفهم مضمون الخطاب فلا يسقط، وإن كان العجز أكثر من يوم وليلة (¬٤)، بخلاف المغمى عليه (¬٥).
وقيل: الأصح أن عجزه إن زاد على يوم وليلة لا يلزمه القضاء، وإن كان دون ذلك يلزمه كما في الإغماء؛ لأن مجرد العقل لم يكفِ لتوجه الخطاب (¬٦)، فقد ذكر محمد أن من قطعت يداه من المرفقين، وقدماه من
---------------
(¬١) شرح المحلي على المنهاج ١/ ١٤٦، قليوبي ١/ ١٤٦.
(¬٢) بداية المبتدي ١/ ٨٣، كنز الدقائق ١/ ٢٠١.
(¬٣) المختار ١/ ٧٧، كشف الحقائق ١/ ٧٧، بداية المبتدي ١/ ٨٣، نور الإيضاح ص ٤٢٧، كنز الدقائق ١/ ٢٠١، حاشية الشلبي ١/ ٢٠١، تبيين الحقائق ١/ ٢٠١، الهداية ١/ ٨٣.
(¬٤) وذهب المالكية، والشافعية، والحنابلة: إلى أنه لا يؤخرها عن وقتها، وإنما يؤديها على حسب قدرته، ولا تسقط الصلاة ما دام المكلف في عقله.
البحر الرائق ٢/ ١١٥، الهداية ١/ ٨٣، تبيين الحقائق ١/ ٢٠١، منحة الخالق ٢/ ٢٠١، تحفة الفقهاء ١/ ١٩٢، كشف الحقائق ١/ ٧٥، أقرب المسالك ص ٢٠، الشرح الصغير ص ١٣١، زاد المحتاج ١/ ١٦٩، روض الطالب ١/ ١٤٨، نيل المآرب ١/ ١٨٤، الروض المربع ص ١٠٨.
(¬٥) الإغماء: فقد الحس والحركة لعارض، وقيل: آفة في القلب، أو الدماغ تعطل القوى المدركة، والمحركة عن أفعالها مع بقاء العقل مغلوبًا. وقيل: هو زوال الشعور، مع فتور الأعضاء.
القاموس الفقهي ص ٢٢٧، أنيس الفقهاء ص ٥٤، الدر النقي ٢/ ١٧١.
(¬٦) وهو اختيار فخر الإسلام، وقاضيخان وغيرهما. =

الصفحة 304