كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 2)
لَهَا سعيها وَهُوَ مُؤْمِنٌ} (¬1). فألزم الاسم العمل وألزم العمل الاسم. (¬2)
- قال معقل بن عبيد العبسي: فحججت فدخلت على عطاء بن أبي رباح في نفر من أصحابي وإذا هو يقرأ سورة يوسف قال: فسمعته يقرأ هذا الحرف: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} (¬3) مخففة، قال: قلت له: إن لنا حاجة فأدخلنا ففعل، فأخبرته أن قوما قبلنا قد أحدثوا وتكلموا وقالوا: إن الصلاة والزكاة ليستا من الدين، فقال: أو ليس الله عز وجل يقول: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} (¬4) قال: وقلت: إنهم يقولون: ليس في الإيمان زيادة قال: أو ليس قد قال الله فيما أنزل: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} (¬5) هذا الإيمان الذي زادهم، قال فقلت: إنهم انتحلوك وبلغني أن ابن درهم دخل عليك في أصحابه فعرضوا عليك قولهم، فقبلته فقلت هذا الأمر، فقال: لا والله الذي لا إله إلا هو مرتين أو ثلاثا. (¬6)
- وفي أصول الاعتقاد: عن ابن مجاهد قال: كنت عند عطاء بن أبي
¬_________
(¬1) الإسراء الآية (19).
(¬2) الإبانة (2/ 7/897 - 898/ 1251).
(¬3) يوسف الآية (110).
(¬4) البينة الآية (5).
(¬5) الفتح الآية (4).
(¬6) أصول الاعتقاد (5/ 1024 - 1025/ 1732) والسنة لعبد الله (117 - 119) والسنة للخلال (4/ 29 - 32/ 1105) والإبانة (2/ 808 - 811/ 1101).