كتاب موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (اسم الجزء: 2)

" التعليق:
رحمك الله يا أمير المؤمنين، ما أحسن ما قلت وأفضل ما فعلت! تخاطب عمالك بهذه الحكم الغالية، وتبين لهم أن الخير كل الخير في الالتزام بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن الذي سنها علم ما فيها من الخير وما في خلافها من الشر، وأن السابقين الأولين لم يعجزهم الابتداع في دين الله والزيادة فيه، ولكنهم يعلمون أن الخير كل الخير في اتباع سنته، والشر كل الشر في البدع والمحدثات، فبالله عليك قل لي: ماذا يقول المبتدعة في مثل هذه النصوص القاطعة الواضحة التي تسد باب الابتداع في وجوههم؟

- قال ابن عبد البر: روينا عن الحسن البصري أنه قال: ما ورد علينا قط كتاب عمر بن عبد العزيز إلا بإحياء سنة، أو إماتة بدعة، أو رد مظلمة. فهؤلاء هم الأئمة الذين هم لله في الأرض حجة. (¬1)
- عن يحيى بن سعيد قال: قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر الشك، أو قال: يكثر التحول. (¬2)
- عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز: إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة. (¬3)
¬_________
(¬1) الاستذكار (1/ 389) وبنحوه في أصول الاعتقاد (1/ 62/16).
(¬2) أصول الاعتقاد (1/ 144/216) والإبانة (2/ 3/503/ 569) والشريعة (1/ 189/122) وجامع بيان العلم (2/ 931) والفقيه والمتفقه (1/ 562) والدارمي (1/ 91) وشرح السنة (1/ 217).
(¬3) أصول الاعتقاد (1/ 153/251) وجامع بيان العلم (2/ 932) وذم الكلام (ص.283) والدارمي (1/ 91) وتلبيس إبليس (ص.109).

الصفحة 5