كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 2)

أسفي على عصر الشَّباب وجيرتي ... بالمنحنى لو كان دام وداموا
أيام أرتع في رياض مسرَّتي ... لا العذل يردعني ولا اللّوام
يا حبذا زمن تولّى باللِّوى ... فكأنّما ذاك الزّمان منام
والدّار تجمعنا بمنعرج اللّوى ... وتضمُّنا وظبا العقيق خيام
والدهر عنا غافل ورقيبنا ... والعيش صاف والوشاة نيام
والراح دائرة براح مهفهف ... تحيا بها الأرواح وهي رمام
/5 أ/ رشأله من قدِّه وقوامه ... يزنيّة يسطو بها وحسام
بدر بدالي من خلال قبائه ... فبدا بقلبي لوعة وغرام
ريم يصيد بنا ظريه وجيده ... أسد العرين فما إليه مرام
لو عاين العذّال لام عذاره ... عذروا وما عذلوا عليه ولا موا
لم أنس ليلة زار طيف خياله ... زورًا وقد سمحت به الأحلام
حيا فأحياني بطيب سلامه ... وألمَّ بي فشفاني الالمام
فطفقت ألثم خدّه ورضابه ... شهد يحييني به ومدام
حتى إذا ما الفجر سلَّ حسامه ... وانزاح جيش الليل وهو لهام
فارقت من أهوى بدمع سافح ... وحشاشة هاجت بها الأقسام
وبدا الصّباح فقلت غرة يوسف ... لاحت فزال الظَّلم والاظلام
بحر السماح أبو المحاسن خير من ... وقفت بظلِّ فنائه الأقدام
وعماد دين الله أفضل من مشى ... فوق الثَّرى والماجد القمقام
يا أيُّها النَّدب الجواد ومن له ... منن على كلِّ الأنام جسام
دم للنَّدى أبدًا وسفك دم العدا ... يا من له الاحسان والانعام
وعليك ما ناح الحمام تحيه ... وعليك ما سرت النَّسيم سلام
/5 ب/ وقال أيضًا يمدحه- رفع الله محله-: [من الطويل]
أحنُّ إلى ريم برامة ذكره ... أنيس إذا نام الخليُّ ومؤنسي

الصفحة 17