كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 2)

قال الليث: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مائة تابع من طالب فقه وعلم وشعر وغير ذلك، ثم لم يلبث أن بقي وحده، وأقبلوا على ربيعة التيمي، ثم أهملوا ربيعة، وأقبلوا على مالك بن أنس كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ}.
قال أبو حنيفة: كان أبو الزناد أفقه من ربيعة.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقيل: سنة ثلاثين ومائة.

641 - [فرقد بن يعقوب] (1)
فرقد بن يعقوب السبخي، أحد عباد البصرة وزهادها، حدث عن أنس.
وكان هو ومحمد بن واسع، ومالك بن دينار، وحبيب العجمي، وثابت البناني، وصالح المري متصاحبين رحمهم الله ونفع بهم.
توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.

642 - [واصل بن عطاء] (2)
واصل بن عطاء المعتزلي المعروف بالغزّال، قال المبرد: (لقب بذلك ولم يكن غزالا؛ لأنه كان يلزم الغزالين ليعرف المنقطعات من النساء، فيجعل صدقته فيهن) (3).
له تصانيف في علم الكلام، وأقوال في الاعتقاد.
كان من كبار المعتزلة، كان يجلس إلى الحسن البصري، فلما ظهر الاختلاف وقالت الخوارج بتكفير مرتكبي الكبائر، وقال أهل السنة بإيمانهم وإن فسقوا بالكبائر .. خرج واصل بن عطاء عن الفريقين، وقال: إن الفاسق من هذه الأمة لا مؤمن ولا كافر ينزل بين منزلتين، فطرده الحسن عن مجلسه، فاعتزل مجلسه-أي: مجلس الحسن-وجلس إليه عمرو بن عبيد، فقيل لهما وأتباعهما المعتزلة.
وكان واصل ألثغ لا ينطق بالراء، بل يبدلها غنيا، وكان يخلص كلامه من الراء،
_________
(1) «طبقات ابن سعد» (9/ 242)، و «الجرح والتعديل» (7/ 71)، و «تاريخ الإسلام» (201/ 8، 516)، و «مرآة الجنان» (1/ 276)، و «تهذيب التهذيب» (3/ 384)، و «شذرات الذهب» (2/ 134).
(2) «وفيات الأعيان» (6/ 7)، و «سير أعلام النبلاء» (5/ 464)، و «تاريخ الإسلام» (8/ 558)، و «مرآة الجنان» (1/ 274)، و «شذرات الذهب» (2/ 136).
(3) «الكامل» (3/ 1111).

الصفحة 103