كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 2)

وفيها: نقل مروان بيت المال والخزائن إلى الجزيرة، ونزل حران، وولى سليمان بن قتيبة البصرة؛ فلم يزل واليا عليها إلى دولة بني العباس (1).
وفيها: توفي عاصم بن أبي النجود الأزدي مولاهم المقرئ أحد القراء السبعة، ويحيى بن يعمر العدواني النحوي البصري، وأبو عمران الجوني البصري، واسمه:
عبد الملك بن حبيب، وأبو الزبير المكي محمد بن مسلم، وأبو رجاء يزيد بن حبيب الأزدي مولاهم فقيه مصر وشيخها ومفتيها، قال الليث: هو سيدنا ومولانا، وجابر بن يزيد الجعفي، وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي، وبكر بن سوادة، وأبو قبيل المعافري، وأبو حصين عثمان بن عاصم.
***

السنة التاسعة والعشرون
في رمضان منها: كان ظهور أبي مسلم الخراساني بمرو، واسمه: عبد الرحمن بن مسلم صاحب الدعوة لبني العباس، وذلك: أن إبراهيم بن محمد الإمام وجه أبا مسلم المذكور إلى خراسان في هذه السنة-أو التي قبلها-فكتب إلى شيعته: أني قد أمرته بأمري، وأمّرته على خراسان وعلى ما غلب عليه من بعد، وأوصاه ألاّ يخالف سليمان بن كثير ولا يعصيه، وقال له: إذا أشكل عليك أمر .. فاكتف به مني، ثم إن الشيعة كرهت أبا مسلم لحداثته، وحضر ذلك سليمان بن كثير، وكان أبو داود غائبا، فقدم فوبخهم على ردهم أبا مسلم، وأعلمهم أنهم عصاة، فردوا أبا مسلم من قرمس، وولوه أمرهم وأطاعوه، فأسر في نفسه على سليمان بن كثير، وعرف ذلك لأبي داود، وبث الدعوة في أقطار خراسان كلها، ودخل الناس في ذلك أفواجا، وكتب إليه إبراهيم بن محمد الإمام:
أن يوافيه في الموسم بما اجتمع عنده من الأموال، وكان قد اجتمع عنده ثلاث مائة ألف وستون ألف درهم، فحملها وخرج إلى مكة للنصف في جمادى الآخرة من سنة تسع وعشرين، ومعه من النقباء قحطبة بن شبيب والقاسم بن مجاشع وطلحة بن زريق، ومن الشيعة أحد وأربعون رجلا بالسلاح، فأخذوا على المفازة إلى أبيورد، ثم إلى أندومان، فلقيه كتاب إبراهيم الإمام ولواء وراية يأمره بالانصراف حيث يلقاه الكتاب، وأن يظهر الدعوة، فجهز قحطبة بالأموال إلى مكة، وعقد اللواء والراية، وكر راجعا إلى خراسان،
_________
(1) «الكامل في التاريخ» (4/ 358)، و «البداية والنهاية» (10/ 443).

الصفحة 136