كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 2)

عمه عبد الله بن علي لمحاربة مروان، فالتقوا بالزاب قرب الموصل، فانهزم مروان إلى الشام، واستولى عبد الله بن علي على الجزيرة، وهدم عبد الله بن علي قصر مروان الذي بحران وكان أنفق عليه عشرة آلاف ألف درهم، ثم قصد عبد الله بن علي دمشق، فهرب مروان إلى مصر، واستناب بدمشق ابن عمه الوليد بن معاوية بن مروان، ونزل عبد الله بن علي دمشق، فحاصرها وأخذها بالسيف وفيها خمسون ألف مقاتل، لكن إذا انقضت المدة .. لم تنفع العدة، وقتل بها من الأمويين عدة ألوف، منهم: أميرها الوليد بن معاوية بن عبد الملك، وسليمان بن هشام بن عبد الملك وسليمان بن يزيد بن عبد الملك، وأسر يزيد بن معاوية بن عبد الملك، وعبد الله بن عبد الجبار بن يزيد بن عبد الملك، فبعث بهما إلى أبي العباس فصلبهما بالحيرة، وهدم عبد الله بن علي سور دمشق حجرا حجرا، وقتل بنهر أبي فطرس سبعين رجلا من بني أمية (1).
وفيها: قتل داود بن علي جماعة من بني أمية بالحجاز.
وفيها: خلع ابن الورد الكلابي، ودعا إلى أبي سفيان وهو بقنسرين، فتوجه إليه عبد الصمد بن علي عم السفاح فقتله، وبعث عبد الله بن علي طائفة من الجند تبعت مروان بن محمد إلى مصر، فخرج منها هاربا، فقتل ببوصير من أعمالها لثلاث بقين من ذي الحجة، وحمل رأسه إلى أبي العباس السفاح، فخر السفاح ساجدا، ثم رفع رأسه وقال:
الحمد لله الذي أظهرني عليك وأظفرني بك، ولم يبق ثأري قبلك وقبل أهلك أعداء الدين، ثم تمثل بقول ذي الإصبع: [من البسيط]
لو يشربون دمي لم يرو شاربهم … ولا دماؤهم للغيظ ترويني (2)
وفيها: توفي الإمام ابن الإمام عبد الله بن طاوس اليماني النحوي، والحافظ منصور بن المعتمر السلمي، والفقيه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري المدني، وصفوان بن سليم، ويونس بن ميسرة المقرئ الأعمى، وأمير العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري، وآخر خلفاء بني أمية مروان بن محمد بن مروان الأموي، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ.
وفيها: قتل أبو سلمة الخلال أحد شيعة بني العباس.
***
_________
(1) «تاريخ خليفة» (1/ 404)، و «المنتظم» (5/ 15)، و «الكامل في التاريخ» (5/ 18)، و «مرآة الجنان» (1/ 276).
(2) «المنتظم» (16/ 5، 20)، و «الكامل في التاريخ» (20/ 5، 25).

الصفحة 143