كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 2)

روى عنه وعن غيره، وحدث عنه هشيم وغيره.
وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة.

711 - [عمرو بن عبيد المعتزلي] (1)
عمرو بن عبيد المعتزلي المتكلم الزاهد المشهور مولى بني عقيل.
كان أبوه شرطيا بالبصرة، فكان الناس إذا رأوا عمرا مع أبيه .. قالوا: هذا خير الناس ابن شر الناس، فيقول أبوه: صدقتم، هذا إبراهيم بن آزر.
وقيل لأبيه: ابنك يختلف إلى الحسن البصري، ولعله أن يكون منه خير، قال: وأي خير يكون من ابني وأمه أصبتها من غلول وأنا أبوه؟ ! وكان عمرو بن عبيد يجالس الحسن كثيرا، فلما أحدث ما أحدث من نفي القدر وغيره .. قال له الحسن: اعتزل مجلسنا، فاعتزله هو وواصل بن عطاء؛ فسموا المعتزلة، ونقل عنه العلماء في إنكار القدر ما يقتضي الكفر.
منها: أنه قال: إن كانت {(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ)} في اللوح المحفوظ .. فما على أبي لهب لوم.
ومنها: أنه لما سمع حديث الأعمش عن ابن مسعود عن الصادق المصدوق رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أن ملكا موكلا بالرحم يقول: يا رب نطفة، يا رب علقة إلى أن قال: «ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله وشقي، أو سعيد» (2)، فقال عمرو بن عبيد: لو سمعته من الأعمش .. لكذبته، ولو سمعته من ابن مسعود .. لما صدقته، ولو سمعته من النبي صلّى الله عليه وسلم .. لقلت: ما بهذا بعثت الرسل، ولو سمعته من الله تعالى .. لقلت: ما على هذا أخذت مواثيقنا؛ فإن صح ذلك عنه .. لم يزد عليه كفر، نسأل الله العافية.
_________
= الإسلام» (9/ 288)، و «مرآة الجنان» (1/ 297)، و «تهذيب التهذيب» (4/ 24)، و «شذرات الذهب» (2/ 206).
(1) «طبقات ابن سعد» (9/ 272)، و «المعارف» (ص 482)، و «الجرح والتعديل» (6/ 246)، و «وفيات الأعيان» (3/ 460)، و «تهذيب الكمال» (22/ 123)، و «سير أعلام النبلاء» (6/ 104)، و «تاريخ الإسلام» (9/ 238)، و «مرآة الجنان» (1/ 295)، و «شذرات الذهب» (2/ 196).
(2) أخرجه البخاري (7454)، ومسلم (2643).

الصفحة 156