كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 2)

روى عنه ابنه يحيى، وابن المبارك، ووكيع وغيرهم.
توفي سنة تسع-أو ثمان-وأربعين ومائة.

735 - [عيسى بن عمر الثقفي] (1)
عيسى بن عمر الثقفي-قيل: كان مولى خالد بن الوليد، فنزل في ثقيف فنسب إليهم- النحوي البصري أبو عمرو.
وكان بينه وبين أبي عمرو بن العلاء صحبة، ولهما مسائل ومجالس، كان يطعن على العرب، ويخطّئ المشاهير فيهم مثل النابغة في بعض أشعاره وغيره.
قال الأصمعي: قال عيسى بن عمر لأبي عمرو بن العلاء: أنا أفصح من معدّ بن عدنان، فقال أبو عمرو: لقد تعديت، فكيف تنشد قوله: [من الكامل]
قد كن يخبأن الوجوه تسترا … فاليوم حين بدأن للنظار
أو بدين للنظار؟ !
فقال عيسى: بدأن، فقال له أبو عمرو: أخطأت، فقال: بدا يبدو إذا ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع في الشيء.
وله مصنفات في النحو، منها «الإكمال»، و «الجامع»، وإليهما أشار الخليل بن أحمد بقوله: [من الرمل]
ذهب النحو جميعا كله … غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك إكمال وهذا جامع … فيهما للناس شمس وقمر
وأخذ سيبويه عنه النحو، ويقال: إن كتاب سيبويه مأخوذ من جامع عيسى بن عمر، وإنما بسطه وحشاه من كلام الخليل وغيره.
وكان عيسى بن عمر صاحب تقعير في كلامه وفي قراءته، ويستعمل في كلامه وحشي اللغة وغريبها.
_________
(1) «المعارف» (ص 531)، و «الجرح والتعديل» (6/ 282)، و «معجم الأدباء» (6/ 106)، و «وفيات الأعيان» (3/ 486)، و «تهذيب الكمال» (23/ 13)، و «سير أعلام النبلاء» (7/ 200)، و «تاريخ الإسلام» (4/ 363)، و «مرآة الجنان» (1/ 307)، و «تهذيب التهذيب» (4/ 363)، و «شذرات الذهب» (2/ 223).

الصفحة 168