كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 2)

له سليمان: يا يزيد؛ أترى صاحبك الحجاج يهوي بعد في جهنم أم قد استقر في قعرها؟ فقال: يا أمير المؤمنين؛ إن الحجاج عادى عدوكم، ووالى وليكم، وبذل مهجته لكم، فهو يوم القيامة عن يمين عبد الملك، ويسار الوليد، فاجعله حيث أحببت.
وقيل: إنه قال: يحشر بين أخيك وأبيك، فضعهما حيث شئت، فقال سليمان:
قاتله الله ما أوفاه لصاحبه! إذا اصطنعت الرجال .. فليصطنع مثل هذا، فقال بعض الحاضرين: اقتله يا أمير المؤمنين، فقال يزيد: من هذا؟ قالوا: فلان بن فلان، قال:
والله؛ لقد بلغني أن أمه ما كان شعرها يواري أذنيها، فما تمالك سليمان أن ضحك وأمر بتخليته، ثم كشف عنه فلم يجد له خيانة في دينار ولا درهم، فهم باستكتابه، فقال له عمر بن عبد العزيز: أنشدك الله يا أمير المؤمنين؛ ألا تحيي ذكر الحجاج باستكتابك كاتبه، فأعلمه سليمان أنه لم يخن قط في دينار ولا درهم، فأجابه عمر بأن إبليس لم يخن فيهما وقد أهلك هذا الخلق، فتركه.
توفي يزيد المذكور في سنة اثنتين ومائة.

510 - [الضحاك بن مزاحم] (1)
الضحاك بن مزاحم الهلالي.
صاحب التفسير، فقيه مكتب عظيم فيه ثلاثة آلاف صبي، وكان يركب حمارا يدور عليهم إذا أعيا.
توفي بخراسان سنة اثنتين ومائة.

511 - [عطاء بن يسار] (2)
عطاء بن يسار الهلالي المدني أبو محمد، مولى ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين، وأخو سليمان وعبد الملك وعبد الله بنو يسار، من كبار التابعين.
_________
(1) «طبقات ابن سعد» (8/ 417)، و «المعارف» (ص 457)، و «تهذيب الكمال» (13/ 291)، و «سير أعلام النبلاء» (4/ 598)، و «تاريخ الإسلام» (7/ 112)، و «مرآة الجنان» (1/ 213)، و «البداية والنهاية» (9/ 260).
(2) «طبقات ابن سعد» (7/ 171)، و «تهذيب الأسماء واللغات» (1/ 335)، و «تهذيب الكمال» (20/ 125)، و «سير أعلام النبلاء» (4/ 448)، و «تاريخ الإسلام» (7/ 171)، و «مرآة الجنان» (1/ 214)، و «تهذيب التهذيب» (3/ 110)، و «شذرات الذهب» (2/ 19).

الصفحة 17