كتاب قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (اسم الجزء: 2)

570 - [علي بن عبد الله بن العباس] (1)
علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي جد الخلفاء العباسيين أبو محمد.
قال محمد بن سعد: (ولد علي بن عبد الله المذكور في رمضان ليلة قتل علي بن أبي طالب سنة أربعين، فسماه باسمه، وكناه بكنيته أبا الحسن) (2).
ويروى: أن عليا حنكه ودعا له وقال لأبيه: شكرت الواهب، وبورك لك في الموهوب، وقال: خذ إليك أبا الأملاك أو قال: أبا الخلائف، وأن عبد الملك غير كنيته فجعلها أبا محمد، فاستمر على ذلك.
وكان أصغر أولاد عبد الله سنّا، وأجمل قرشي على وجه الأرض وأوسمه، وكان طويلا حسنا، ذا لحية طويلة وقدر عظيم، لا يوجد له نعل ولا خف حتى يستعمله، مفرطا في طوله، إذا طاف .. كأنما الناس حوله مشاة وهو راكب، وكان مع هذا الطول إلى منكب أبيه عبد الله، وكان عبد الله إلى منكب العباس، وكان العباس إلى منكب عبد المطلب، ذكر ذلك المبرد (3).
وذكر المبرد أيضا: (أن الوليد بن عبد الملك ضرب علي بن عبد الله المذكور بالسياط مرتين: إحداهما: لما تزوج لبابة بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكانت قبله عند عبد الملك، فعض تفاحة ثم رمى بها إليها، وكان أبخر فاستدعت السكين، فقال:
ما تصنعين بها؟ قالت: أميط الأذى، فطلقها فتزوجها علي بن عبد الله المذكور، فضربه الوليد وقال: إنما تتزوج بأمهات الخلفاء لتضع منهم؛ لأن جده مروان بن الحكم إنما تزوج بأم خالد بن يزيد بن معاوية لتضع منه، فقال علي بن عبد الله: إنما أردت الخروج من هذه البلد، وأنا ابن عمها لأسافر بها.
وأما ضربه ثانيا: فقد حدث محمد بن شجاع بإسناد متصل يقول في آخره: رأيت علي بن عبد الله مضروبا بالسوط، يدار به على بعير ووجهه مما يلي ذنب البعير، وصائح
_________
(1) «طبقات ابن سعد» (7/ 307)، و «الكامل في اللغة والأدب» (2/ 756)، و «المنتظم» (4/ 647)، و «سير أعلام النبلاء» (5/ 284)، و «تاريخ الإسلام» (7/ 428)، و «مرآة الجنان» (1/ 245)، و «البداية والنهاية» (9/ 372)، و «تهذيب التهذيب» (3/ 180)، و «تقريب التهذيب» (ص 403)، و «شذرات الذهب» (2/ 71).
(2) «طبقات ابن سعد» (7/ 307).
(3) «الكامل في اللغة والأدب» (1/ 124).

الصفحة 56