كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وصيانة، وصبر وسكينة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم، ...
وورد: «لا إيمان لمن لا أمانة له» . رواه الإمام أحمد، وابن حبّان في «صحيحه» ؛ عن أنس رضي الله عنه.
(و) مجلس (صيانة) ؛ غير موجود في «الشمائل» !
(و) مجلس (صبر) منه على جفائهم (وسكينة) ؛ غير موجود في «الشمائل الترمذية» !
والمراد أنّه مجلس أعمال هذه الأمور، أو مجلس اكتسابها، وذلك لأنّ مجلسه مجلس تذكير بالله، وترغيب فيما عنده من الثواب، وترهيب مما عنده من العقاب، فترقّ قلوبهم فيزهدون في الدنيا، ويرغبون في الآخرة.
(لا ترفع) - بالبناء للمفعول- (فيه) أي: في مجلسه (الأصوات) ؛ أي:
لا يرفع أحد من أصحابه صوته في مجلسه صلّى الله عليه وسلم إلّا بمجادلة معاند، أو إرهاب عدوّ.. وما أشبه ذلك، لكونه محرّما عليهم؛ لقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ [2/ الحجرات] .
فكانوا رضي الله عنهم على غاية من الأدب في مجلسه صلّى الله عليه وسلم.
وأمّا كونه وقع رفع الصوت بحضرته في قصة الإفك!! فنادر لا يعتدّ به.
(ولا تؤبن) - بضمّ المثناة الفوقيّة، فهمزة ساكنة وتبدل واوا، ففتح الموحّدة المخفّفة، وقد تشدّد مع فتح الهمزة فنون آخره؛ من الأبن- بفتح الهمزة- وهو العيب، يقال أبنه يأبنه- بكسر الباء وضمّها- أبنا: إذا عابه. أي لا تعاب
(فيه) أي: في مجلسه (الحرم) - بضمّ الحاء وفتح الراء- جمع حرمة؛ وهي: كلّ ما يحرم هتكه. وأما استعماله بمعنى المرأة!! فعاميّة، وإن كان لها وجه؛ قاله الخفاجي.
والمعنى: لا تعاب فيه حرم الناس بقذف، ولا غيبة ونحوهما، بل مجلسه مصون عن كلّ قبيح.

الصفحة 628