كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا جلس.. جلس إليه أصحابه حلقا حلقا.
وكان صلّى الله عليه وسلّم لا يتنخّم نخامة إلّا وقعت في كفّ رجل من أصحابه، فيدلك بها وجهه وجلده. وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا توضّأ.. كادوا يقتتلون على وضوئه؛ أي: الماء الّذي يتوضّأ به.
وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا تكلّموا عنده.. يخفضون أصواتهم، وإذا ...
(كان صلّى الله عليه وسلم إذا جلس) يتحدّث (جلس إليه أصحابه حلقا حلقا) قال العزيزي:
بكسر الحاء وفتح اللام. وقال المناوي: [حلقا] بفتحتين؛ على غير قياس، واحدته: حلقة- بالسكون-. والحلقة: القوم الذين يجتمعون متدبّرين، وذلك لاستفادة ما يلقيه من العلوم وينشره من الأحكام الشرعية.
(و) أخرج البخاريّ في «صحيحه» ؛ عن مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة في حديث صلح الحديبية الطويل؛ من كلام عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه:
(كان صلّى الله عليه وسلم لا يتنخّم نخامة) - بضمّ النون-: ما يصعد من الصدر إلى الفم (إلّا وقعت في كفّ رجل) منهم، أي (من أصحابه فيدلك بها) أي: بالنّخامة (وجهه وجلده) ؛ تبرّكا بفضلاته. زاد ابن إسحاق: ولا يسقط من شعره شيء إلّا أخذوه.
وفي البخاريّ: وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره.
(وكان صلّى الله عليه وسلم إذا توضّأ) الأولى حذف «كان، وما بعدها» ، لأنّه من جملة كلام عروة بن مسعود؛ إذ قال: وإذا توضّأ (كادوا يقتتلون على وضوئه) - بفتح الواو- (أي) فضلة (الماء الّذي يتوضّأ به) ، أو على ما يجتمع من القطرات، وما يسيل من الماء الذي باشر أعضاءه الشريفة عند الوضوء.
(وكان صلّى الله عليه وسلم إذا تكلّموا عنده يخفضون أصواتهم) ، إجلالا له وتوقيرا. (وإذا

الصفحة 632