كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

نظروا إليه.. لا يحدّون النّظر؛ تعظيما له صلّى الله عليه وسلّم.
وكان صلّى الله عليه وسلّم يتخوّل أصحابه بالموعظة.
وعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله تعالى عنه قال: ...
نظروا إليه) صلى الله عليه وسلم (لا يحدّون) - بضمّ الياء المثناة وكسر الحاء المهملة- من الإحداد؛ وهو: شدّة النظر انتهى؛ من «شرح العيني، وزكريا الأنصاري:
كلاهما على البخاريّ» :
أي: لا يتأمّلونه ولا يديمون (النّظر) إليه (تعظيما له صلّى الله عليه وسلم) .
وهذا من جملة كلام عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه، ثم قال- أي عروة- بعده حين رجع إلى أصحابه؛ مخبرا لهم بما رأى من الصحابة؛ من محبّتهم لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وإجلالهم وتعظيمهم؛ قال: أي قوم؛ والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على كسرى وقيصر والنّجاشي، والله إن رأيت ملكا قطّ يعظّمه أصحابه ما يعظّم أصحاب محمّد محمّدا، والله؛ إن تنخّم نخامة إلّا وقعت في كفّ رجل منهم؛ فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون إليه النظر؛ تعظيما له، وإنّه قد عرض عليكم خطّة رشد!! فاقبلوها ... الحديث.
(وكان صلّى الله عليه وسلم يتخوّل) - بفتح المثناة التحتية وفتح التاء الفوقية، والخاء المعجمة والواو المشدّدة المفتوحة واللام- أي: يتعهّد (أصحابه بالموعظة) أي: بالنصائح المفيدة؛ مخافة السامة، أي: الملالة عليهم. رواه الشيخان؛ من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتخوّلنا بالموعظة؛ مخافة السامة علينا.
(و) أخرج أبو داود، والترمذيّ في «الشمائل» - واللفظ لها-، والبزار، والبيهقيّ وإسناده ضعيف: كلهم؛ (عن أبي سعيد الخدريّ) : سعد بن مالك بن سنان (رضي الله تعالى عنه) وعن والده؛ (قال:

الصفحة 633