كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وكان أكثر جلوسه: أن ينصب ساقيه جميعا، ويمسك بيديه عليهما شبه الحبوة. وكان لا يعرف مجلسه صلّى الله عليه وسلّم من مجالس أصحابه؛ لأنّه كان حيث انتهى به المجلس جلس.
وما رئي صلّى الله عليه وسلّم قطّ مادّا رجليه يضيّق بهما على أصحابه؛ إلّا أن يكون المكان واسعا.
وكان أكثر جلوسه صلّى الله عليه وسلّم إلى القبلة.
(و) في «كشف الغمّة» ك «الإحياء» : (كان أكثر جلوسه) أي: هيئات جلوسه وحالات قعوده (: أن ينصب ساقيه جميعا، ويمسك بيديه عليهما شبه الحبوة) - بضمّ الحاء وكسرها-، والعامة تقول «حبية» .
روى البخاريّ؛ من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بفناء الكعبة محتبيا بيديه؛ قاله العراقيّ.
(وكان لا يعرف مجلسه صلّى الله عليه وسلم من مجالس أصحابه) ؛ لكثرة تواضعه وعدم تميّزه عليهم. روى أبو داود، والنّسائيّ، من حديث أبي هريرة؛ وأبي ذر رضي الله تعالى عنهما: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجلس بين ظهراني أصحابه؛ فيجيء الغريب؛ فلا يدري أيّهم هو حتى يسأل ... الحديث. (لأنّه كان حيث انتهى به المجلس جلس) . رواه الترمذي في «الشمائل» ؛ من حديث عليّ الطّويل.
(وما رئي صلّى الله عليه وسلم قطّ مادّا رجليه) بين أصحابه (يضيّق بهما على) أحد من (أصحابه؛ إلّا أن يكون المكان واسعا) لا ضيق فيه. قال العراقيّ: رواه الدّارقطني في «غرائب مالك» ؛ من حديث أنس وقال: باطل. وروى الترمذيّ، وابن ماجه:
لم ير مقدّما ركبتيه بين يدي جليس له. زاد ابن ماجه: «قطّ» . وسنده ضعيف.
(وكان أكثر جلوسه صلّى الله عليه وسلم إلى القبلة) ، وكان يحثّ أصحابه بذلك؛ ويقول:
«أكرم المجالس ما استقبل به القبلة» كما رواه الطبرانيّ في «الأوسط» ، وابن عديّ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. انتهى؛ جميعه من «شرح الإحياء» .

الصفحة 635