كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وعن قيلة بنت مخرمة رضي الله تعالى عنها: أنّها رأت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المسجد، وهو قاعد القرفصاء، قالت:
فلمّا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المتخشّع ...
(و) أخرج أبو داود، والترمذي في «الجامع» و «الشمائل» - وهذا لفظها- والبخاريّ في «التاريخ» : كلهم؛
(عن قيلة) - بفتح القاف وسكون التحتيّة ولام- (بنت مخرمة) - بفتح الميم وإسكان المعجمة-.
قال في «الإصابة» : قيلة بنت مخرمة التميمية، ثمّ من بني العنبر، ومنهم من نسبها غنوية؛ فصحّف.
هاجرت إلى النبي صلّى الله عليه وسلم مع حريث بن حسان «وافد بني بكر بن وائل» .
روى حديثها عبد الله بن حسّان العنبري، عن جدّتيه: صفية ودحيية؛ ابنتي عليبة. وكانتا ربيبتي قيلة، وكانت قيلة جدّة أبيها. أنّها قالت:
قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ... الحديث بطوله أخرجه الطبرانيّ مطوّلا.
وأخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» طرفا منه، وأبو داود طرفا منه أيضا، والترمذيّ؛ من أول المرفوع إلى قوله «يتعاونان» . قال: فذكر الحديث بطوله وقال: لا نعرفه إلّا من حديث عبد الله بن حسّان. قال أبو عمر: هو حديث طويل فصيح. وقد شرح حديثها أهل العلم بالحديث؛ فهو حديث حسن. انتهى.
(رضي الله تعالى عنها؛ أنّها رأت رسول الله صلّى الله عليه وسلم في المسجد) بعد صلاة الصبح. (وهو قاعد القرفصاء) - مثلاثة القاف، والفاء؛ مقصورة- والقرفصاء بالضمّ ممدودة، والقرفصاء- بضمّ القاف والراء على الإتباع؛ وهي منصوب مفعول مطلق؛ أي: قعودا مخصوصا. وسيأتي معنى القرفصاء في كلام المصنّف.
(قالت) أي قيلة (: فلمّا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم المتخشّع) - بالتشديد- أي:

الصفحة 636