كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

.........
موضعين: الموضع الأول في «التفسير» ؛ من حديث جرير بن عبد الله البجلي.
والموضع الثاني: في «المغازي» ؛ من حديث أبي مسعود البدري.
كما راجعت ابن ماجه؛ فوجدته ذاكرا القطعة الّتي في «الإحياء» ؛ من حديث أبي مسعود البدري.
وذكر النّوويّ في «رياض الصالحين» القطعة الأخيرة من الحديث معزوّة إلى مسلم؛ من حديث عياض بن حمار. قال شارحه ابن علّان: ورواه أبو داود، وابن ماجه؛ من حديث عياض أيضا، وكذا ذكره في «الجامع الصغير» بلفظ «رياض الصالحين» ، ورمز له برمز مسلم وأبي داود وابن ماجه؛ عن عياض بن حمار.
وراجعت مسلما وأبا داود وابن ماجه؛ فوجدتهم ذكروا الحديث كما قال النووي، وجعلوه من مسند عياض بن حمار.
ولم أر أحدا من هؤلاء ذكر الحديث من مسند أنس بن مالك؛ كما قال المصنف!! إلّا الإمام الشّعراني في «كشف الغمّة» !! فإنّه ذكر القطعة الّتي ذكرها في «الإحياء» ؛ فقال: قال أنس رضي الله عنه وأتي صلّى الله عليه وسلم برجل ... الخ فتبعه المصنّف.
نعم؛ رأيت في «سنن ابن ماجه» في «كتاب الزهد» من مسند أنس بن مالك القطعة الأخيرة من الحديث، وهي قوله: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا، ولا يبغي بعضكم على بعض» .
والظاهر أنّ نسخة «كشف الغمّة» فيها تحريف، وأنّ قوله «قال أنس بن مالك» صوابه: «قاله أنس بن مالك» . والضمير في «قاله أنس» يعود على الكلام قبله، لأنّه المرويّ عن أنس بن مالك. ولفظه: كان صلّى الله عليه وسلم إذا مرّ على الصبيان سلّم عليهم، ثمّ باسطهم ... فهذا الحديث هو الّذي رواه أنس بن مالك. أخرجه الإمام الترمذيّ عنه؛ كما ذكره في شرح «الإحياء» .

الصفحة 639