كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وكونوا عباد الله إخوانا» .
وعن عبد الله بن زيد ...
الصحبة وحرمة التودّد وصدق المحبّة؟!! لكن لا يتواضع معهم مع اعتقاد أنّهم دونه! فقد قال ابن عطاء الله السّكندري رحمه الله تعالى: من أثبت لنفسه تواضعا؛ فهو المتكبّر حقّا، فالتواضع لا يكون إلّا عن رفعة مع عظمة واقتدار؛ ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنّه فوق ما صنع، بل الذي إذا تواضع رأى أنّه دون ما صنع. انتهى ذكره المناوي على «الجامع الصغير» .
(وكونوا) يا (عباد الله) فهو منادى بحذف الأداة، والخبر قوله (إخوانا» ) ، لا قوله «عباد الله» إذ هم عباده، فالقصد كونهم إخوانا. انتهى «زرقاني» .
(و) أخرج البخاريّ، ومسلم، وأبو داود، والترمذيّ، والنسائيّ، و «الموطأ» ، و «الشمائل» ؛ (عن) أبي محمد (عبد الله بن زيد) بن عاصم بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن غنم بن مازن بن النّجّار الأنصاري المازني؛ يعرف ب «ابن أمّ عمارة» واسمها نسيبة- بفتح النون وضمها- وهو راوي 1- حديث: صفة الوضوء، و 2- حديث: الرجل يشكّ في الحدث؛ فلا ينصرف حتى يسمع صوتا، و 3- حديث: صلاة الاستسقاء.
وهو غير صاحب الأذان. لأنّ هذا اسمه عبد الله بن زيد بن عبد ربه، وليس له إلّا حديث الأذان فقط، وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة: اثنتين وثلاثين هجرية. بخلاف عبد الله بن زيد بن عاصم صاحب الترجمة؛ فإنّ له عدّة أحاديث، وشهد أحدا؛ وما بعدها من المشاهد،
واختلفوا في شهوده بدرا!! فقال ابن منده، وأبو نعيم الأصبهاني: شهدها.
وقال ابن عبد البرّ؛ لم يشهدها. ويقال: هو قاتل مسيلمة الكذّاب. شارك وحشيا في قتله؛ رماه وحشي بالحربة، وقتله عبد الله بن زيد بسيفه.
خرّج له الجماعة أهل الكتب الستة. وروى عنه ابن أخيه عبّاد بن تميم،

الصفحة 642