كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

اتّكأ على إحدى يديه.
وأمّا اتّكاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
فعن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متّكئا على وسادة على يساره.
وعن أبي بكرة ...
المناوي. قال العزيزي: وظاهر الحديث الإطلاق، وهو المنقول في كتب الفقه (اتّكأ) - بالهمزة-، (على إحدى يديه) كالعاجن- بالنون-، فيندب ذلك لكلّ مصلّ من إمام أو غيره؛ ولو ذكرا قويّا، لأنه أعون وأشبه بالتواضع.
وقوله «إحدى يديه» هو ما وقع في هذا الخبر، وفي بعض الأخبار «يديه» بدون «إحدى» ، وعليه الشافعية؛ فقالوا لا تتأدّى السنّة بوضع إحداهما مع وجود الآخرى وسلامتها؛ قاله المناوي في «شرحه الكبير على الجامع الصغير» .
(وأمّا اتّكاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم) ؛ وهو الاعتماد على الشيء من وسادة ونحوها.
(ف) قد ورد فيما أخرجه أبو داود في «اللباس» ، والترمذي في «الجامع» في «الاستئذان» ، وقال: حديث حسن غريب. وفي «الشمائل» - واللفظ لها-؛
(عن جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه؛ قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم) أي:
أبصرته حال كونه (متّكئا على وسادة) - بكسر الواو- بوزن: إفادة- بمهملات- متعلّق ب «متّكئا» . وهي المخدّة- بكسر الميم وفتح الخاء المعجمة- وقد يقال: «وساد» بلا تاء، و «أساد» بالهمزة بدل الواو (على يساره) ؛ أي: حال كونها موضوعة على يساره، أي: جانبه الأيسر، وهو لبيان الواقع، وإلّا! فيحلّ الاتكاء يمينا أيضا.
وقد بيّن الراوي في هذا الخبر ما اتكأ عليه النبي صلّى الله عليه وسلم وكيفية اتكائه.
(و) أخرج البخاريّ، ومسلم، والترمذيّ في «الجامع» و «الشمائل» واللفظ لها؛ كلهم
(عن أبي بكرة) - بالهاء في آخره- كنّي بذلك!! لأنه تدلّى من حصن بالطائف

الصفحة 648