كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وكان صلّى الله عليه وسلّم إذا جاءه مال.. لم يبيّته، ولم يقيّله؛ أي: إذا جاءه آخر النّهار.. لم يمسكه إلى اللّيل، أو أوّل النّهار..
لم يمسكه إلى وقت القيلولة، بل يعجّل قسمته.
وكان صلّى الله عليه وسلّم أسخى النّاس، ...
وإذا احتج به أرباب الوقار والهيبة؛ احتجّ به أرباب حسن الخلق والمزاح المباح ... وهكذا.
وسرّ ذلك أنّه بعث لصلاح الدنيا والدين. انتهى. نقله المناوي على «الشمائل» وهو كلام نفيس.
(و) أخرج البيهقيّ في «سننه» ، والخطيب؛ عن أبي محمد الحسن بن محمد بن علي مرسلا، وهو حديث حسن- كما قال العزيزي-
(كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلم إذا جاءه مال) ؛ من نحو فيء أو غنيمة (لم يبيّته) عنده، (ولم يقيّله) - بالتشديد فيهما- قال العزيزي: (أي: إذا جاءه آخر النّهار لم يمسكه إلى اللّيل، أو) جاءه (أوّل النّهار لم يمسكه إلى وقت القيلولة) : نصف النهار (بل يعجّل قسمته) تعجيلا للخير، إذ كان هديه يدعو إلى تعجيل الإحسان والصدقة والمعروف، ولذلك كان أشرح الخلق صدرا، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا، فإنّ للصدقة والبذل تأثيرا عجيبا في شرح الصدر. انتهى «مناوي» .
(و) في «الإحياء» و «كشف الغمة» : (كان صلّى الله عليه وسلم أسخى النّاس) : أي أكثرهم سخاء.
قال الحافظ العراقي: رواه الطبرانيّ في «الأوسط» ؛ من حديث أنس:
«فضّلت على النّاس بأربع: بالسّخاء والشّجاعة ... الحديث. ورجاله ثقات.
وقال صاحب «الميزان» : إنّه منكر.
وفي «الصحيحين» ؛ من حديثه: كان صلّى الله عليه وسلم أجود الناس. واتفقا عليه؛ من حديث ابن عبّاس. انتهى.

الصفحة 666