كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وأتاه صلّى الله عليه وسلّم رجل فسأله، فأعطاه غنما سدّت ما بين جبلين، فرجع إلى قومه وقال: أسلموا، فإنّ محمّدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
وأعطى غير واحد مئة من الإبل.
فكرهت أن يمسي ويبيت عندنا فأمرت بقسمته» .
ولأبي عبيد في «غريبه» ؛ من حديث الحسن بن محمد مرسلا: كان لا يقيّل مالا عنده؛ ولا يبيّته. انتهى شرح «الإحياء» .
(وأتاه صلّى الله عليه وسلم رجل) ، هو: صفوان بن أمية- كما قال غير واحد- (فسأله) شيئا من العطاء، (فأعطاه غنما) كثيرة، ولكثرتها (سدّت ما بين جبلين) لسعة جوده وسماحة نفسه، (فرجع إلى قومه) ؛ وهم قريش، (وقال:) يا قوم (أسلموا، فإنّ محمّدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر) . وذلك آية نبوّته. وفي رواية: من لا يخشى الفاقة. وهي: الفقر، أو: أشدّ الفقر. رواه مسلم؛ من حديث أنس رضي الله عنه. ويرحم الله أبا عبد الله محمد بن جابر حيث قال:
هذا الّذي لا يتّقي فقرا إذا ... أعطى ولو كثر الأنام وداموا
واد من الأنعام أعطى آملا ... فتحيّرت لعطائه الأوهام
(وأعطى غير واحد) أي: كثيرا من المؤلّفة (مائة من الإبل) ؛ كأبي سفيان بن حرب، وابنيه: معاوية ويزيد، ومع كلّ واحد منهم أربعين أوقية، وكحكيم بن حزام، والحارث بن هشام وغيرهم ... والذين أعطاهم صلّى الله عليه وسلم مائة من الإبل ناس كثير؛ قد عدّهم البرهان الحلبي، وقال: إنّهم يبلغون ستّين من المؤلّفة قلوبهم، وكذا ذكر الشيخ قاسم في «تخريج أحاديث الشفا» ذكر ذلك الخفاجي في «نسيم الرياض» .
قال شيخنا الشيخ حسن المشّاط عافاه الله تعالى في «إنارة الدجى» ما نصّه:
أعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل، ثم سأله مائة أخرى؛ فأعطاه.

الصفحة 668