كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وجاءت الأعراب ...
وهو مذكّر منصرف، وقد يؤنّث على معنى البقعة؛ قاله في «المصباح» .
وقال ابن بليهد النّجدي في كتابه «صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار» : حنين موضع قد أعيانا الوقوف على حقيقته.
ومن كتّاب هذا العصر من قال: إنّه عين الشرائع؛ يعني الموضع المسمّى ب «الشرائع» أنّها هي عين حنين، وهذا قريب من الصواب، فإن لم تكن عين حنين؛ فهي قريبة منها في الوادي الذي يقع عن «الشرائع» جنوبا، لأنّه قريب من «ذي المجاز» الذي ذكر في آخر رواية السّهيلي «يعني الكلام الذي نقله ابن بليهد المذكور نفسه عنه حيث قال» : وحنين قريب من مكة. وقيل: هو واد بالطائف.
وقيل: واد بجنب «ذي المجاز» . انتهى كلام ابن بليهد.
قال في «المصباح» : وقصّة حنين أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم فتح مكة في رمضان سنة ثمان، ثمّ خرج منها لقتال هوازن وثقيف، وقد بقيت أيّام من رمضان؛ فسار إلى حنين، فلما التقى الجمعان انكشف المسلمون، ثمّ أمدّهم الله بنصره فعطفوا، وقاتلوا المشركين فهزموهم، وغنموا أموالهم وعيالهم، ثم سار المشركون إلى أوطاس؛ فمنهم من سار على نخلة اليمانية، ومنهم من سلك الثنايا وتبعت خيل رسول الله صلّى الله عليه وسلم من سلك نخلة!.
ويقال: إنه عليه الصلاة والسلام أقام عليها يوما وليلة، ثمّ سار إلى أوطاس فقاتلهم بقيّة شوّال، فلما أهلّ ذو القعدة ترك القتال، لأنّه شهر حرام، ورحل راجعا فنزل الجعرانة وقسم بها غنائم أوطاس وحنين، ويقال: كانت ستّة آلاف سبي- كما سيأتي- انتهى.
(وجاءت الأعراب) - بفتح الهمزة- هم: أهل البدو، الواحد أعرابيّ بالفتح أيضا، وهو: الذي يكون صاحب نجعة وارتياد للكلأ.
قال الأزهري: سواء كان من العرب أم من مواليهم. قال: فمن نزل البادية وجاور البادين وظعن بظعنهم؛ فهم أعراب، ومن نزل بلاد الريف؛ واستوطن

الصفحة 677