كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

يسألونه حتّى اضطرّوه إلى شجرة فخطفت رداءه، فوقف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: «أعطوني ردائي؛ لو كان لي عدد هذه العضاه نعما.. لقسمته بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلا، ولا كذّابا، ولا جبانا» .
و (العضاه) : شجر له شوك، واحدها: عضاهة.
المدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب فهم عرب؛ وإن لم يكونوا فصحاء؛ كذا في «المصباح» .
(يسألونه) أي: يطلبون منه أن يعطيهم الغنائم وكثروا حوله صلّى الله عليه وسلم وازدحموا (حتّى اضطرّوه إلى شجرة فخطفت) - بكسر الطاء المهملة- من باب فهم، وفيه لغة من باب ضرب. والخطف: الاستلاب بسرعة (رداءه.
فوقف رسول الله صلّى الله عليه وسلم) حينئذ. (وقال: «أعطوني ردائي؛ لو كان لي عدد هذه العضاه) - هي: من أشجار البادية- (نعما) أي: إبلا (لقسمته بينكم، ثمّ لا تجدوني بخيلا، ولا كذّابا؛ ولا جبانا» ) الجبان: ضعيف القلب.
قال الحافظ العراقيّ: رواه البخاريّ؛ من حديث جبير بن مطعم.
قلت: ولفظه: بينما أنا مع النبي صلّى الله عليه وسلم؛ ومعه الناس مقبلا من حنين علقت برسول الله صلّى الله عليه وسلم الأعراب يسألونه حتّى اضطروه إلى سمرة ... فذكره. وفيه:
«ولا كذوبا» بدل «كذّابا» .
ورواه البيهقي في «الدلائل» ؛ من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه؛ بلفظ المصنف. انتهى «شرح الإحياء» .
(والعضاه) - بالعين المهملة والضاد المعجمة فألف فهاء آخره؛ بزنة كتاب، والهاء أصلية- وهو (شجر له شوك) كالطلح والعوسج.
واستثنى بعضهم القتاد والسّدر، فلم يجعله من العضاه، (واحدها عضاهة) وعضهة وعضة بحذف الهاء الأصلية كما حذفت من الشفة.

الصفحة 678