كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وردّ على هوازن سباياها، وكانوا ستّة آلاف.
وفي «المواهب» : (ذكر ابن فارس
(و) في «الشفاء» : أنه صلّى الله عليه وسلم (ردّ على هوازن) : اسم قبيلة منسوبة لهوازن بن أسلم، وكان يسكن حنينا؛ وهو موضع سمّي بحنين بن نابه بن مهلاييل، وغزوته تسمّى «غزوة حنين» ، و «غزوة هوازن» ، وكانت في شوال؛ أو في رمضان.
وأمرها معروف مفصّل في السّير.
ولما غزاهم وحاز غنائمهم قدم وفدهم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ وهم أربعة عشر رجلا؛ رئيسهم زهير بن صرفة، وفيهم أبو برقان عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الرّضاع، فسألوه أن يمنّ عليهم بما أخذه منهم؛ لما بينهم وبينه من مناسبة الرضاعة، فقال لهم: «أبناؤكم ونساؤكم أحبّ إليكم أم أموالكم؟!» . قالوا: ما كنّا نعدل بالأحساب شيئا!!.
فردّ على هوازن (سباياها) بعد مفاوضة جرت، إذ قال صلّى الله عليه وسلم: «أمّا ما كان لي ولبني عبد المطّلب؛ فهو لكم، وما للنّاس يسأل منهم» . فقال: المهاجرون والأنصار: ما كان لنا؛ فهو لرسول الله صلّى الله عليه وسلم. وقال جماعة من المؤلّفة: أمّا ما لنا!! فلا، فأخذه صلّى الله عليه وسلم منهم قرضا على أن يعوّضهم عنه من أوّل مال يجيء، فسلّموهم جميعا (وكانوا ستّة آلاف) نفس من النّساء والذرّيّة غير الأموال التي من غنائمهم، وكانت أربعة وعشرين ألفا من الإبل، وأكثر من أربعين ألف شاة من الغنم، وأربعة آلاف أوقيّة من الفضّة. والأوقيّة: أربعون درهما.
(و) قال العلّامة شهاب الدين القسطلّاني شكر الله مسعاه؛ (في) كتابه ( «المواهب) اللّدنّيّة بالمنح المحمدية» : (ذكر) العلّامة الإمام أبو الحسين:
أحمد (بن فارس) بن زكريا بن محمّد بن حبيب الرازي اللّغويّ.
كان إماما في علوم شتى؛ وخصوصا اللغة فإنّه أتقنها، وألّف كتابه «المجمل» ، وهو على اختصاره جمع شيئا كثيرا.

الصفحة 679