كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

.........
الدين، وحبّبه إلى النّاس.» أخرجه العسكري بسنده.
وذكر المزّيّ أنّه حضر يوم الدار؛ وله أربع عشرة سنة، ومعلوم أنّه من حين بلغ سبع سنين أمر بالصلاة، فكان يحضر الجماعة ويصلّي خلف عثمان حتّى قتل، ولم يخرج عليّ إلى الكوفة إلّا بعد قتله؛ فكيف ينكر سماع الحسن منه؛ وهو كل يوم يجتمع به خمس مرّات من حين ميّز إلى أن بلغ أربع عشرة سنة!؟!
وقد كان عليّ يزور أمّهات المؤمنين، ومنهنّ أمّ سلمة؛ والحسن البصري في بيتها هو وأمّه!!
وقد ورد عن الحسن ما يدلّ على سماعه منه!
وروى المزّيّ؛ من طريق أبي نعيم أنّ يونس بن عبيد؛ قال للحسن: إنّك تقول «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ ولم تدركه» ؟! قال: يا ابن أخي؛ لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، ولولا منزلتك مني ما أخبرتك!! إنّي في زمان كما ترى! وكان في عمل الحجّاج! كلّ شيء سمعتني أقول «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم» ؛ فهو عن عليّ، غير أنّي لا أستطيع أن أذكر عليّا.
ثم ذكر ما أخرجه الحفّاظ من رواية الحسن عن علي، فبلغ عشرة أحاديث ساقها وذكر خلالها قول ابن المديني «الحسن رأى عليا بالمدينة المنوّرة وهو غلام» .
وقال أبو زرعة: كان الحسن البصري يوم بويع علي ابن أربع عشرة سنة. ورأى عليّا بالمدينة، وقال: رأيت الزّبير يبايع عليّا! ثم خرج إلى الكوفة والبصرة؛ ولم يلقه الحسن بعد ذلك، ففي هذا القدر كفاية.
ويحمل قول النافي على ما بعد خروج عليّ من المدينة المنورة.
وروى أبو يعلى: حدّثنا جويرية بن أشرس قال: أخبرنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي، قال: سمعت الحسن يقول: سمعت عليّا يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم:
«فمثل أمّتي مثل المطر ... » . الحديث.

الصفحة 687