كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وكان صلّى الله عليه وسلّم رحيما، ...
قال الحافظ في «تهذيب التهذيب» : قال محمد بن الحسن الصيرفي «شيخ شيوخنا» : هذا نصّ في سماع الحسن من علي. ورجاله ثقات. انتهى ملخصا.
وليس في ذا الرفع كلّه إثبات الدعوى أنّ عليّا ألبس الحسن الخرقة على متعارف الصوفية.
وكذا قول المصنف- يعني القسطلّانيّ-: «نعم ورد لبسهم لها مع الصحبة المتصلة إلى كهيل «1» بن زياد النخعي؛ وهو صحب عليا من غير خلف في صحبته له بين أئمة الجرح والتعديل» ! لا دلالة فيه على الدعوى؛ «وهو أنّ عليا ألبسها كهيلا» إنّما هو احتمال، ولا تقوم به حجّة.
وفي بعض الطرق للخرقة اتصالها بأويس القرني، وهو اجتمع بعمر بن الخطّاب وعليّ بن أبي طالب، وهذه صحبة لا مطعن فيها. لكن لا تدلّ على الدعوى نصّا!! إنما هو احتمال، وكثير من السادة الصوفية يكتفي بمجرّد الصحبة؛ كالشاذلي إمام الطريقة، وشيخنا أبي إسحاق إبراهيم المتبولي، وكان يوسف العجمي يجمع بين تلقين الذكر وأخذ العهود واللبس، وله في ذلك رسالته «ريحان القلوب» . وللشيخ قطب الدين القسطلاني «ارتقاء الرتبة في اللباس والصحبة» انتهى كلام «المواهب» مع شرح الزرقاني، رحمهما الله تعالى.
(و) أخرج البخاريّ في «الأدب المفرد» بسند حسن- كما في العزيزي- عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: (كان) رسول الله (صلى الله عليه وسلم رحيما) ، حذف المعمول!! ليفيد العموم؛ فهو رحيم حتّى بأعدائه، لما دخل يوم الفتح مكّة على قريش؛ وقال: «اجلسوا بالمسجد الحرام» وصحبه ينتظرون أمره فيهم.. من قتل أو غيره! قال: «ما تظنّون أنّي فاعل بكم؟» . قال: خيرا؛ أخ كريم، وابن أخ كريم.. فقال: «أقول كما قال أخي يوسف «لا تثريب عليكم اليوم» اذهبوا فأنتم الطّلقاء» .
__________
(1) في نسخة: كميل.

الصفحة 688