كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

وهو أقرب إلى العدوّ. وكان من أشدّ النّاس يومئذ بأسا.
وقال أيضا: كنّا إذا حمي «1» البأس ولقي القوم القوم ...
يقول: ولقد رأيتنا. وكأنه عدل عنه إشارة إلى أنّ كلّ أحد مشغول بنفسه؛ لا يرى غيره. (وهو) أي: رسول الله صلّى الله عليه وسلم ( [أقرب] إلى العدوّ) منا لشدّة شجاعته صلّى الله عليه وسلم، والمراد بالعدوّ الكفّار
(وكان من أشدّ النّاس يومئذ بأسا) أي: نكاية في العدو، كقوله تعالى وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84) [النساء] كما قاله الرّاغب.
وإذا كان حاله هذا في مثل هذا الوقت؛ ففي سائر الأوقات بالأولى، وما أحسن قول من قال من أرباب الحال:
له وجه الهلال لنصف شهر ... وأجفان مكحّلة بسحر
فعند الابتسام كليل بدر ... وعند الانتقام كيوم بدر
وهذا الحديث أخرجهء الإمام أحمد، والنّسائي، والبيهقيّ في «الدّلائل» ؛ من طرق؛ عن علي رضي الله تعالى عنه، ورواه أبو الشيخ في «الأخلاق» بسند جيّد. انتهى «شرح الشفا» . و «شرح الإحياء» .
(وقال أيضا) ؛ أي: عليّ رضي الله تعالى عنه كما في «الإحياء» و «الشفاء» قال في «شرحه» : رواه الإمام أحمد، والنسائيّ، والطبرانيّ، والبيهقيّ.
(كنّا إذا [حمي] ) - بزنة: علم- (البأس) - بموحّدة، وبهمزة، أو ألف- وهو الشدّة. والمراد به الخوف؛ أو الحرب، أي: اشتدّ القتال، وهو معنى ما وقع في الرواية الآخرى «حمي الوطيس» ، فإنّ الوطيس التّنور، (ولقي القوم) - بالرفع فاعل- (القوم) - بالنصب مفعول-.
__________
(1) في «وسائل الوصول» : احمرّ. وكلاهما جائز.

الصفحة 691