كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

ثمّ قال: ولقد رأيته على بغلته البيضاء- وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها ...
(ثمّ قال) ؛ أي: البراء (: ولقد رأيته على بغلته البيضاء) التي أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي؛ كما في مسلم؛ عن العبّاس. وعند ابن سعد وأتباعه:
على بغلته دلدل.
قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر، لأن دلدل أهداها له المقوقس.
قال القطب الحلبي: فيحتمل أنّه ركب يومئذ كلّا من البغلتين؛ إن ثبت أنّ دلدل كانت معه، وإلّا! فما في «الصحيح» أصحّ
(وأبو سفيان بن الحارث) بن عبد المطلب، هو ابن عمّ النبي صلّى الله عليه وسلم
واسمه المغيرة، أو اسمه كنيته. وكان أخاه من الرّضاع، وآلف الناس به قبل النبوة، وكان يشبهه صلّى الله عليه وسلم أيضا.
وكان شاعرا مطبوعا، فلما ظهر الإسلام أظهر العداوة، وهجا النبي صلّى الله عليه وسلم، وأجابه حسّان رضي الله تعالى عنه بما هو مذكور في السّير، ثم أسلم؛ وحسن إسلامه، وأبلى بلاء حسنا يوم حنين.
وتوفي: سنة عشرين، وصلّى عليه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وهو أحد من ثبت يوم حنين رضي الله تعالى عنه.
(آخذ بلجامها) أوّلا، فلما ركضها صلّى الله عليه وسلم إلى جهة المشركين خشي عليه العبّاس؛ فأخذ زمامها، وأخذ أبو سفيان بالرّكاب.
فلا يخالف هذا ما في «مسلم» : أنّ العبّاس كان آخذا بزمامها.
وللبخاري في «الجهاد» : فنزل؛ أي عن البغلة فاستنصر.
وفي «مسلم» : فقال «اللهمّ؛ أنزل نصرك» .
وإنّما أمسكا باللّجام!! لئلا يسرع للاتصال بالعدو!! لما رأيا من إقدامه صلى الله عليه وسلم

الصفحة 699