كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

رضي الله تعالى عنه قال: لمّا التقى المسلمون والكفّار.. ولّى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يركّض بغلته نحو الكفّار، ...
فشدّد العقد مع الأنصار وأكّده.
وخرج مع المشركين إلى بدر مكرها وأسر، وفدى نفسه وابني أخويه عقيلا ونوفل بن الحارث. وأسلم عقب ذلك.
وقيل: أسلم قبل الهجرة، وكان يكتم إسلامه؛ مقيما بمكّة يكتب بأخبار المشركين إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وكان عونا للمسلمين المستضعفين بمكّة.
قالوا: وأراد القدوم إلى المدينة؛ فقال له النبي صلّى الله عليه وسلم: «مقامك بمكّة خير» .
وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعظّمه ويكرمه ويبجّله، وكان وصولا لأرحام قريش؛ محسنا إليهم، ذا رأي وكمال وعقل، جوادا؛ أعتق سبعين عبدا.
وكانت الصحابة تكرّمه وتعظّمه وتقدّمه، وتشاوره وتأخذ برأيه، وهو معتدل القامة. روي له عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم خمسة وثلاثون حديثا؛ اتفقا على حديث، وانفرد البخاريّ بحديث، وانفرد مسلم بثلاثة. روى عنه ابناه: عبد الله وكثير، وجابر، والأحنف بن قيس، وعبد الله بن الحارث، وآخرون.
وكانت وفاة العبّاس بالمدينة المنوّرة يوم الجمعة لثنتي عشرة ليلة خلت من رجب. وقيل: من رمضان سنة؛ اثنتين وثلاثين. وقيل: أربع وثلاثين؛ وهو ابن ثمان وثمانين سنة. تقريبا. وقبره مشهور بالبقيع (رضي الله تعالى عنه) وأرضاه.
(قال: لمّا التقى المسلمون والكفّار ولّى المسلمون) أي: رجعوا وانهزموا (مدبرين) حال مؤكّدة منهم، (فطفق) - بكسر الفاء- أي: جعل (رسول الله صلّى الله عليه وسلم يركّض بغلته) أي: يسوقها ويسرع بها (نحو الكفّار) .
وأصل الرّكض: الضرب بالرّجل، فمتى نسب إلى الراكب فهو إعداء مركوبه، نحو ركضت الفرس، ومتى نسب إلى الماشي؛ فهو وطىء بالأرض، نحو قوله ارْكُضْ بِرِجْلِكَ [42/ ص] انتهى «خفاجي» .

الصفحة 702