كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

كلّ يوم فرقا من ذرة أقتلك عليها، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «أنا أقتلك إن شاء الله تعالى» . فلمّا رآه يوم أحد شدّ أبيّ على فرسه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فاعترضه رجال من المسلمين، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هكذا؛ أي: خلّوا طريقه، ...
والفرس يقع على الذكر والأنثى. وأنّثها هنا!! لأنها كانت أنثى، وقد ورد في الحديث تذكيرها وتأنيثها بحسب المراد والقرائن
(كلّ يوم فرقا) - بفتح الفاء والراء المهملة ويجوز تسكينها. وقيل:
لا يجوز- وهو مكيال يسع ستة عشر رطلا، وتحريكه وتسكينه بمعنى، وقيل:
المسكّن مائة وعشرون رطلا، والمحرّك ستة عشر رطلا.
(من ذرة) بيان للفرق- بضمّ الذال المعجمة وفتح الراء المهملة المخففة- وهي: نوع من الحبوب معروف (أقتلك عليها) أي: أريد أن أقتلك عليها.
(فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلم: «أنا أقتلك إن شاء الله تعالى» ) ، فحقّق ما أوعده، وكأنه إنّما علف فرسه لتسوقه لهلاكه سريعا؛ كالباحث عن حتفه بظلفه، ولكلّ باغ مصرع.
(فلمّا رآه) أي: رأى أبيّ بن خلف النبي صلّى الله عليه وسلم (يوم أحد شدّ أبيّ) بن خلف الشقي أي: عدا وأسرع (على فرسه على رسول الله صلّى الله عليه وسلم) الجارّان متعلّقان ب «شدّ» . أو الأوّل مستقرّ حال، أي: راكبا على فرسه، والثاني لغو، و «شدّ» جواب «لمّا» الثاني دالا على جواب «لمّا» الأول
(فاعترضه رجال من المسلمين) أي: حالوا بين أبيّ وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلم ليدفعوه ويصدّوه عنه. (فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلم) لأصحابه (.. هكذا) ؛ أي: مشيرا إلى جانب أبيّ، (أي: خلّوا طريقه) . والمعنى تنحّوا عنه ولا تحولوا بيني وبينه.

الصفحة 704