كتاب منتهى السؤل على وسائل الوصول إلى شمائل الرسول (ص) (اسم الجزء: 2)

عن ظهر البعير إذا انتفض. ثمّ استقبله النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا- وقيل: بل كسر ضلعا من أضلاعه- فرجع إلى قريش يقول: قتلني محمّدّ. وهم يقولون:
لا بأس بك.
(عن ظهر البعير إذا انتفض) أي: تحرّك البعير تحرّكا شديدا
(ثمّ استقبله النّبيّ صلّى الله عليه وسلم) أي: قام إليه ومشى إليه بالحربة. (فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ) - بمثنّاة فوقيّة ودالين مهملتين، وهمزتين- أي: تدحرج وسقط (منها) أي: الطعنة (عن فرسه مرارا) ، لما غشيه من مرارة الألم.
(وقيل) : لم يطعنه صلّى الله عليه وسلم في عنقه (بل كسر) بقوّة ضربته (ضلعا) - بكسر الضاد المعجمة وفتح اللام- أي: واحدا (من أضلاعه) : عظام أحد جوانبه.
قال الأخفش: في الجنب الأيمن تسع أضلاع، وفي الأيسر ثمان، وما نقص منه تامّ في النساء «1» ؛ وهو الذي خلقت منه حواء. ولذا روي عن الإمام أبي حنيفة في الخنثى المشكل: أنّه يحكم فيه بأنّه أنثى بتمام أضلاعه وعكسه.
وقال التلمساني: رواية طعنه أقوى، لأن المعروف الطعن بالرمح.
وفيه نظر. وقيل: إنّه صلّى الله عليه وسلم طعنه فوقع عن فرسه؛ فكسر ضلعه. وفيه جمع بين الروايتين، وهو حسن. انتهى «خفاجي» .
(فرجع) أي: أبيّ (إلى قريش) وهو (يقول: قتلني محمّد!!) ، جملة «يقول» حاليّة؛ أي: قائلا. وعبّر بالماضي! لتحقّقه الموت.
(وهم يقولون: لا بأس بك) البأس- بهمزة ساكنة وتبدل ألفا- وهو اسم «لا» مبنيّ على الفتح، والبأس: الشدّة والموت والألم، وهذا هو المناسب.
__________
(1) تحتاج لتأمّل.

الصفحة 706