كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 2)

قال أبو الصلّت الثّقفي: (الخفيف)
ثم يجلو الظلام ربّ قدير ... بمهاة لها ضياء ونور
فيقال: أن العرب وضعت أسماء لمسميّات، وكأنّها في أصل وضعها للتّشبيه، فقالوا لبقرة الوحش مهاة، لبياضها، وقالوا للمرأة مهاة، على وجه التّشبيه لا على إنه اسم لها كالمهاة للبقر. وكذلك يقال في بيت المسيّب:
ومها يرف. . . . . . . . .
يعني الثّغر، إنه شبّهه بالمها، لبياضه وصفائه.
وكذلك إذا جعلته درا فقال: رأيت درا، أو أعجبني درّ، ولم يذكر الموصوف، ولا في الكلام ما يدلّ عليه، كما تقول: هذا ثغر، وأعجبني ثغر، لم يجز إلاّ على التّشبيه.
وكذلك يقال في بيت أبي الصلّت، إنه شبّه الشّمس لبياضها وصفائها بالمهاة، فجعلها مهاة على طريق المجاز والإغراق، لا أن تكون المهاة من أسمائها، كما أن من

الصفحة 13