كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 2)

أسمائها الجونة. وهذه الطريقة في المجاز واسعة كثيرة في أشعارهم، ويراد بها التّشبيه، من ذلك قول امرئ القيس: (الطويل)
كأنّي بفتخاء الجناحين لقوة ... على عجل منّي أطأطئ شملالي
فجعل فرسه عقابا على وجه التّشبيه.
ومثله قول أبي الطّيب: (البسيط)
وفي اكفّهم النّار التي عبدت ... قبل المجوس إلى ذا اليوم تضطرم
جعل السيوف نارا، وإنما تشبّه بالنار. وقال في قوله: (المتقارب)
ولاح لها صور والصّباح ... ولاح الشّغور لها والضّحى
ذكر عن أبي الفتح ابن جنّي، إنه قال كلاما معناه: صور لا يعرف في المواضع وإنما المعروف صورى. وإنما أخذه أبو الفتح من الكتب الموضوعة في المقصور والممدود، وإنما أراد المتنبي: صوار فألقى حركة الهمزة على الواو وحذفها.
وقد

الصفحة 14