كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 2)

منها، فعلى هذا التّفسير قوله: لاقت الماء، أحسن من قوله: لاقت الزّهر، وقد روي: طينه وطيبه وكلاهما يؤدي ذلك المعنى، ويراد بطيبه، على هذا التّفسير، طيب الطعم، لا طيب الرائحة، لئلا يتوجّه عليه ما ذكره الشيخ.
وقوله: (الطويل)
تحقّر عندي همّتي كلّ مطلب ... ويقصر في عيني المدى المتطاول
وما زلت طودا لا تزول مناكبي ... إلى أن بدت للضّيم فيّ زلازل
لم يذكر الشيخ أبو العلاء، ما في هذا المكان من التّباين، وهو وصف همتّه بالعظم، وانّ المدى المتطاول يقصر في عينه، وإنه طود لا يزول، وذلك يمنعه
من أن يضام أقلّ ضيم، فكيف جعل للضّيم ولازب بدت في هذا الطّود الذي لا يزول؟ ومن المجترئ على هذا الخطر العظيم، والمتعرّض لهذا الخطب الجسيم؟ وهذا تباين بيّن. وقد قال الشيخ الكنديّ: نزل من سماء تعاظمه إلى قعر الاعتراف بحلول الضّيم به سريعا.
وقوله: (البسيط)
تدري القناة إذا اهتزّت براحته ... أن الشّقيّ بها خيل وأبطال

الصفحة 157