كتاب المآخذ على شراح ديوان أبي الطيب المتنبي (اسم الجزء: 2)

فيقال: ليس إقامة الواحد مقام الجمع ضرورة، ولكن توسّعا، وقد جاء ذلك كثيرا على غير وجه الضرورة، كقوله: (الوافر)
كلوا في بعض بطنكم تعفّوا ... فأنّ رمانكم زمن خميص
وقول الآخر: (الطويل)
بها جيف الحسرى فأمّا عظامها ... فبيض وأمّا جلدها فصليب
وكذلك يقال في إقامة الجمع مقام الواحد في قوله: (الطويل)
فشيّب أيام الفراق مفارقي ... وأنشزن نفسي فوق حيث تكون
وقولهم: بعير ذو عثانين.
وأشباه ذلك.
وقال في قوله: (الوافر)
وقد لبست دماؤهم عليهم ... حدادا لم تشقّ لها جيوبا

الصفحة 34