كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

وأما مُضر، فيقال له: مضر الحمراء، ويقال لأخيه: ربيعة الفَرسَ.
قيل: لأن أباهما أوصى لمضر بقُبة حمراء ولربيعة بفرس. وكان مُضر حسن الصوت، قيل: وهو أول من حدا، وفي حديث: "لا تسبوا ربيعة ولا مضر، فإنهما كانا مؤمنين" (¬1).
ونِزار -بكسر النون- مشتق من النزر، وهو القليل سمي به؛ لأن أباه حين وُلِدَ له، ونظر إلى النور بين عينيه -وهو نور النبوة الذي كان ينتقل في الأصلاب (¬2) -فرح فرحا شديدا ونَحَر وأطعم، وقال: كل هذا نزر
¬__________
(¬1) رواه الحاكم في "تاريخه" كما في "لسان الميزان" 5/ 169 من حديث جابر مرفوعًا: "لا تسبوا ربيعة ومضر، فإنهما كانا مسلمين، ولا تسبوا ضبة من أولاد تميم بن مرة، ولا أسد بن خزيمة، فإنهم كانوا على دين إسماعيل". قال الحافظ: رواته ثقات إلا محمد بن زكريا الغلابي فهو آفته، ورواه أحمد في "فضائل الصحابة" (1524) عن عبد الله بن الحارث بن هشام المخزومي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبوا مضر فإنه كان على دين إبراهيم ... " الحديث. وهذا حديث مرسل، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 22 (1519): عبد الله بن الحارث، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال: إنه حديث مرسل، ولا صحبة له، والله أعلم، إلا أنه ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. اهـ.
ورواه ابن سعد في "طبقاته" 1/ 58 عن عبد الله بن خالد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا مضر فإنه كان قد أسلم". قال الألباني في "الضعيفة" (4780): وهذا ضعيف معضل.
(¬2) لعل المصنف يشير إلى ما روي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219)} [الشعراء: 219]، قال: من صلب نبي إلى نبي حتى أخرجه نبيًا، رواه ابن سعد في "الطبقات" 1/ 24 من طريق شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 9/ 2828 (16028)، والبزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار" (2242)، والطبراني في "الكبير" 11/ 362. قال الهيثمي في "المجمع" 7/ 86: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير شبيب ابن بشر وهو ثقة. اهـ، وقال في 8/ 214: رواه البزار ورجاله ثقات. اهـ. وقال ابن حجر في "مختصر زوائد مسند البزار" 2/ 97 - 98: إسناده حسن. اهـ.

الصفحة 16