كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

فصل
واسم صحيحه: "الجامعُ المسنَدُ الصحيحُ، المختصرُ من أمورِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وسننِهِ، وأيامِهِ" كذا سماه هو أوَّلَ كتابِه، وهو أولُ كتاب صنف في الحديث الصحيح المجرد، وهو أكثر فوائد من صحيح مسلم، وأصح عَلَى الصحيح عند الجمهور.
وقال النسائي: ما في هذِه الكتب أجود منه (¬1). وقد قرر الإسماعيلي (¬2) ترجيح كتابه في "مدخله"، ومما يرجح به أنه لابد من
¬__________
(¬1) رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 9، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/ 442 من طريق محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون قال: سئل أبو عبد الرحمن- يعني: النسائي- عن العلاء وسهيل، فقال: هما خير من فليح ومع هذا فما في هذِه الكتب كلها أجود من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري.
وقال ابن حجر في "هدي الساري" ص10 - 11: روينا بالإسناد الصحيح عن أبي عبد الرحمن النسائي، ثم ذكر مثل مقولته، ثم قال: ولا يعني بالجودة إلا جودة الأسانيد كما هو المتبادر إلى الفهم من اصْطلاح أهل الحديث، ومثل هذا من مثل النسائي غاية في الوصف مع شدة تحريه وتوقيه وتثبته في نقد الرجال، وتقدمه في ذلك على أهل عصره حتى قدمه قوم من الحذاق في معرفة ذلك على مسلم بن الحجاج، وقدمه الدارقطني وغيره في ذلك على إمام الأئمة ابن خزيمة. اهـ.
(¬2) هو الإمام الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإسلام، أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني الإسماعيلي الشافعي، صاحب "المستخرج على صحيح البخاري" وهو من أشهر وأعظم المستخرجات على البخاري. انظر ترجمته في: "المنتظم" 7/ 108، "تذكرة الحفاظ" 3/ 947، "سير أعلام النبلاء" 16/ 292 (208)، "الوافي بالوفيات" 6/ 213، "شذرات الذهب" 3/ 72 - 75.

الصفحة 26