كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

وعنه أنه قَالَ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام كأني واقف بين يديه، وبيدي مروحة أَذُبُّ عنه، فسألت بعض المعبرين فقال: أنت تذب الكذب؛ فهو الذي حملني عَلَى إخراج "الصحيح" (¬1).
وعنه قَالَ: ما أدخلت في كتاب "الجامع" إلا ما صَحَّ، وتركت من الصحاح لحال الطول (¬2). وفي رواية عنه حكاها الحازمي (¬3) في "شروط الأئمة الخمسة": لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحًا، وما تركته من الصحاح أكثر (¬4)، وهي بمعناها.
وقال الفربري: قَالَ لي البخاري: ما وضعت في كتاب "الصحيح" حديثًا إلا اغْتسلت قبل ذَلِكَ وصليت ركعتين (¬5).
وقال عبد القدوس بن همام: سمعت عدة من المشايخ يقولون: حَوَّل البخاري تراجم جامعه بين قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ومنبره، وكان يصلي
¬__________
(¬1) ذكره النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" 1/ 74، والحافظ في "هدي الساري" ص 7، وقال: بإسناد ثابت. اهـ.
(¬2) رواه ابن عدي في مقدمة "الكامل" 1/ 226، ومن طريقه الخليلي في "الإرشاد" 3/ 962، والخطيب 2/ 8 - 9، وأبو يعلى الفراء في "طبقات الحنابلة" 2/ 252 - 253، والمزي في "تهذيب الكمال" 24/ 442، والذهبي في "السير" 12/ 402
(¬3) هو: الإمام الحافظ الحجة الناقد النسابة البارع أبو بكر محمد بن موسى بن عثمان ابن حازم الحازمي الهمذاني ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
برع في فن الحديث خصوصًا النسب، واستوطن بغداد، من كتبه: "الناسخ والمنسوخ"، "عجالة المبتدئ في النسب"، و"المؤتلف والمختلف في أسماء البلدان"، وأسند أحاديث "المهذب". توفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة. انظر: "سير أعلام النبلاء" 21/ 167، و"شذرات الذهب" 4/ 282.
(¬4) "شروط الأئمة الخمسة" ص 63.
(¬5) رواه الخطيب 2/ 9، والفراء في "الطبقات" 2/ 249 - 250، والمزي 24/ 443، والذهبي في "السير" 12/ 452.

الصفحة 29