كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

هو بالبخارية، ومعناه بالعربية: الزراع (¬1).
وقال ابن دحية في كلامه عَلَى حديث "إنما الأعمال بالنيات" (¬2): قَالَ لي أهل خراسان بعد أن لم يعرفوا معنى هذِه اللفظة: يقال للفلاحين بالفارسية برزكر-بباء موحدة، ثم راء ساكنة، ثم زاي مكسورة، ثم كاف غير صافية، ثمَّ راء ساكنة -وهو لقب لكل من سكن البادية زراعا كان أو غيره، وقيل: إنه المغيرة بن الأحنف الجعفي مولاهم ولاء الإسلام؛ لأن جده المغيرة أسلم عَلَى يد يمان البخاري الجعفي والي بخارى. ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمد بن جعفر بن يمان المسندي شيخ البخاري.
ولد بإجماع بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة، وأجمعوا عَلَى أنه توفي ليلة السبت، عند صلاة العشاء ليلة الفطر، ودفن يوم الفطر بعد الظهر سنة ست وخمسين ومائتين بخرتنك (¬3) -قرية عَلَى فرسخين من سمرقند- كتب - رضي الله عنه - بخراسان، والجبال، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر، عن أبي نعيم، والفريابي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلق يزيدون عَلَى ألف.
وروى عنه: الترمذي، والنسائي فيما قيل (¬4)، ومسلم خارج "الصحيح" وإبراهيم الحربي، وأبو زرعة، ومحمد بن نصر المروزي،
¬__________
(¬1) "الإكمال" 1/ 259.
(¬2) هو أول أحاديث البخاري.
(¬3) قال ياقوت الحموي: خرتنك: بفتح أوله وتسكين ثانيه وفتح التاء، ونون ساكنة، وكاف، قرية بينها وبين سمرقند ثلاثة فراسخ، بها قبر إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري. اهـ. "معجم البلدان" 2/ 356.
(¬4) قال الذهبي في "الكاشف" 2/ 157، "سير أعلام النبلاء" 12/ 397: والصحيح أن النسائي ما سمع منه. اهـ. =

الصفحة 46