كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

وقد شاركه في ذَلِكَ جماعة أفردهم الحافظ أبو علي الحسن بن محمد البكري (¬1) في كتابه "التبيين لذكر من يسمى بأمير المؤمنين" قَالَ: وأول من سمي بهذا الاسم -فيما أعلمه وشاهدته ورويته، وسمي بالإمام في أول الإسلام- أبو الزناد عبد الله بن ذكوان، وبعده إمام دار الهجرة: مالك بن أنس، ثم عد بعدهما: محمد بن إسحاق
¬__________
= إلى المسلمين، وهو اصطلاح مأخوذ من حديث رواه الطبراني في "الأوسط" 6/ 77 (5846) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم ارحم خلفائى"، قلنا: يا رسول الله، وما خلفاؤك؟ قال: "الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي". وهو حديث قال عنه الألباني في "الضعيفة" (854): باطل، وقال في "ضعيف الجامع" (1171): موضوع.
وقال الشنقيطي في "هدية المغيث في أمراء المؤمنين في الحديث":
وبأمير المؤمنين لقبوا ... بعض أئمة لديهم جربوا
إذ هم لخير المرسلين خلفًا ... لما رواه الطبراني ذو الوفا
ومن هذا الحديث أخذ أهل الحديث اصطلاحهم فلقبوا بعض أئمة الحديث منهم بأمير المؤمنين في الحديث، وهذا اللقب لم يظفر به إلا الأفذاذ النوادر الجهابذة، الذين هم أئمة هذا الشأن والمرجع إليهم فيه كشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني، ومن المتأخرين ابن حجر العسقلاني، وعند الإطلاق يقصد به الإمام البخاري وحده.
انظر: "أصول الحديث" لعجاج الخطيب ص 478، "معجم مصطلحات الحديث" للأعظمي ص 59، "السراج المنير في ألقاب المحدثين" لسعد فهمي ص 261 - 263.
(¬1) هو الشيخ الإمام المحدث المفيد الرحال المسند جمال المشايخ صدر الدين، أبو علي الحسن بن محمد بن الشيخ، أبي الفتوح محمد بن محمد بن محمد بن عمروك ابن محمد بن عبد الله بن حسن بن القاسم، البكري النيسابوري، ثم الدمشقي الصوفي، ولد بدمشق في سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وتوفي سنة ست وخمسين وستمائة. انظر ترجمته في: "سير أعلام النبلاء" 23/ 326 (226)، "تذكرة الحفاظ" 4/ 1444، "الوافي بالوفيات" 12/ 251 (228)، "شذرات الذهب" 5/ 274.

الصفحة 49