كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

في "الموطأ" (¬1).
وزعم الإسماعيلي في "مستخرجه" أن إسحاق بن موسى الأنصاري رواه عن معن، عن مالك فجعله من قول (أبي سعيد) (¬2) لم يجاوزه.
قَالَ الإسماعيلي: قُلْتُ: أسنده ابن وهب والتنيسي وسويد وغيرهم، وأخرج مسلم معناه من حديث أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئِلَ: أي الناس أفضل؟ قَالَ: "مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله"، قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: "ثمَّ رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه، وياع الناس من شره" (¬3).
وفي حديث له: "من خير معاش الناس لهم".
ثمَّ ذكر: "رجلًا في غنيمة في رأس شعفة من هذِه الشعف أو بطن وادٍ من هذِه الأودية يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتَّى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير" (¬4).
الوجه الثاني: ذكر الخطيب في كتابه: "رافع الارتياب" أن الصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة (¬5).
¬__________
(¬1) "الموطأ" برواية يحيى ص 601.
(¬2) بياض في (ف)، والمثبت من (ج).
(¬3) مسلم (1888) كتاب الإمارة، باب: فضل الجهاد والرباط.
(¬4) مسلم (1889) كتاب: الإمارة، باب: فضل الجهاد الرباط، من حديث أبي هريرة.
(¬5) قال ابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 223: حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا بكر بن حماد، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن مالك بن أنس، قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أذنت فارفع صوتك، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن شيء إلا شهد له"، وقد وهم ابن عيينة في اسم هذا الشيخ، شيخ مالك، إذ روى عنه هذا الحديث. =

الصفحة 553