كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

وأما عبد الله: فهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن (قعنب) (¬1) القعنبي الحارثي المدني، سكن البصرة، كان (مجاب) (¬2) الدعوة، سمع مالكًا والليث وحماد بن سلمة، وخلائق لا يحصون من الأعلام، وسمع من شعبة حديثًا واحدًا، وله معه قصة، وهو: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إِذَا لم تستحي فاصنع ما شئت" (¬3).
وإمامته وإتقانه (وثقته) (¬4) وجلالته وحفظه وصلاحه وورعه وزهده مجمع عليه، قَالَ أبو زرعة: ما كتبت عن أحد أجل في عيني منه.
وقال أبو حاتم: لم أر أخشع منه (¬5) وقيل لمالك: إن عبد الله قدم، فقال: قوموا بنا إلى خير أهل الأرض، وقال عبد الله: اختلفت إلى
¬__________
(¬1) في (ج): القعنب.
(¬2) ساقطة من (ج).
(¬3) قال الذهبي: قال الحافظ أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري سمعت أبي يقول: قلت للقعنبي: مالك لا تروي عن شعبة غير هذا الحديث؟ قال: كان شعبة يستثقلني فلا يحدثني. يعني حديث: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". اهـ. "سير أعلام النبلاء" 10/ 261. وذكر ذلك أيضًا في "تاريخ الإسلام " 16/ 247.
قلت: أظن أن هذِه هي القصة التي أشار إليها المصنف. والحديث من طريق القعنبي، عن شعبة رواه أبو داود (4797)، وعبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" 5/ 273 (22345)، وابن حبان (607)، والطبراني 17/ 651، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1156)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 142 - 143، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" 10/ 259.
قال ابن حبان: ما سمع القعنبي من شعبة إلا هذا الحديث، وكذا قال المزي.
والحديث سيأتي برقم (8483، 6120) حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير، حدثنا منصور، عن ربعي به، وبرقم (3484) حدثنا آدم: حدثنا شعبة، عن منصور به.
(¬4) من (ف).
(¬5) "الجرح والتعديل" 5/ 181 (839).

الصفحة 562