كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

وقال أبو سبرة الحافظ: قُلْتُ للقعنبي: حدثتَ ولم تكن تحدث! قَالَ: رأيتُ كأن القيامة قَدْ قامت فصيح بأهل العلم فقاموا، فقمتُ معهم، فصيح بي: اجلس، فقلتُ: إلهي، ألم أكن معهم أطلب؟ قَالَ: بلى ولكنهم نشروا وأَخْفَيْتَه؛ فحدثتُ.
روى عنه البخاري ومسلم فأكثرا، ومسلم عن عبد بن حميد عنه حديثًا واحدًا في الأطعمة (¬1)، والترمذي (والنسائي) (¬2) عن رجل عنه.
مات سنة إحدى وعشرين ومائتين (¬3).
فائدة:
هذا الإسناد فيه لطيفة مستطرفة وهي أن رجاله كلهم مدنيون.
الوجه الرابع: في ضبط ألفاظه ومعانيه:
قوله: "يُوشِكُ" هو -بكسر الشين وبضم الياء- أي: يسرع ويقرب، ويقال في ماضيه: أوشك، ومن أنكر استعماله ماضيًا فغلط، فقد كثر استعماله.
قَالَ الجوهري: أَوْشَكَ فلانٌ، يُوشِكُ إيشَاكًا أي: أسرع (¬4).
قَالَ جرير:
¬__________
= انظر: "الكفاية في علم الرواية" ص 398 - 403، "علوم الحديث" ص 132 - 181، "المقنع" 1/ 292 - 336، "فتح المغيث" 2/ 18 - 192، "تدريب الراوي" 2/ 15 - 104.
(¬1) مسلم (2040/ 143) كتاب: الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره ....
(¬2) من (ف).
(¬3) انظر ترجمة القعنبي في: "التاريخ الكبير" 5/ 212 (680)، "الجرح والتعديل" 5/ 181 (839)، "تهذيب الكمال" 16/ 136 (3571)، "سير أعلام النبلاء" 10/ 257 (68).
(¬4) في "الصحاح": أسرع السير.

الصفحة 564