كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

إِذَا جَهِلَ الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ ... ببعض الأمر أَوْشَكَ أن يُصَابا
قَالَ: والعامة (تقول) (¬1): يُوشَكْ -بفتح الشين وهي لغة رديئة- قال أبو يوسف -يعني: ابن السكيت: وَاَشَك يُواشِكُ وِشَاكًا، مثل أَوْشَكَ، ويقال: إنه مُواشِكٌ، أي: مسارع (¬2).
ويوشك أحد أفعال المقاربة، يطلب اسمًا مرفوعًا وخبرًا (منصوب المحل) (¬3) لا يكون إلا فعلًا مضارعًا مقرونًا بأن، وقد يسند إلى أن والفعل المضارع فيسد ذَلِكَ مسد اسمها وخبرها، كما جاء في هذا الحديث. ومثله قول الشاعر:
يُوشك أن يبلغ منتهى الأجل ... فالبر لازم برجاءٍ (ووجل) (¬4)
وقوله: ("خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غنَمٌ") يجوز فيه وجهان:
أحدهما: نصب "خير" وهو الأشهر في الرواية، وهو خبر يكون مقدمًا ولا يضر كون الاسم -وهو"غنم"- نكرة؛ لأنها وصفت بـ "يتبع (بها) (¬5).
وثانيهما: رفعه عَلَى أن (يكون في) (¬6) "يكون" ضمير الشأن؛ لأنه كلام تضمن تحذيرًا وتعظيمًا لما يتوقع. ويكون: "خَيْرُ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ" مبتدأً وخبرًا، وقد روي: "غنمًا" (¬7) بالنصب وهو ظاهر، وقوله:
¬__________
(¬1) في (ب): يقولون.
(¬2) "الصحاح" 4/ 1615، مادة: (وشك).
(¬3) في (ج): منصوبًا.
(¬4) في (ج): ورجل.
(¬5) من (ف).
(¬6) ساقطه من (ج).
(¬7) رواه أبوداود (4267)، ومالك في "الموطأ" ص 601، وأحمد 3/ 30، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 221 - 222.

الصفحة 565