كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 2)

فإن قُلْتَ: لم شبههم في الحديث بالحبة؟ قُلْتُ: (لأوجه) (¬1): بياضها، وسرعة نباتها لأنها تنبت في يوم وليلة، وهو أسرع النبات، ومن حيث ضعف النبات.
الثامن: قوله: ("فِي جَانِبِ السَّيْلِ")، كذا هنا، وجاء: "حميل" بدل "جانب " (¬2)، وفي رواية وهيب: "حمأة السيل" (¬3)، (والحميل بمعنى: المحمول) (¬4)، وهو ما جاء به من طين أو غئاء، والحمأة: ما تغير لونه من الطين، وكلُّه بمعنًى، فإذا اتفق فيه حبة عَلَى شط مجراه فإنها تنبت سريعًا، فأخبر بذلك عن سرعة نباتهم كما سلف.
¬__________
= الأول: المقرئ المشهور، الإمام: شيخ القراءة والعريية، أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بَهمَن بن فيروز الأسدي، مولاهم الكوفي، الملقب بالكسائي؛ لكساءٍ أحرم فيه، تلا على ابن أبي ليلى عرضًا، وعلى حمزة الزيات، وتلا أيضًا على عيسى بن عمر المقرئ، واختار قراءة اشتهرت وصارت إحدى السبع، وجالس في النحو الخليل، توفي سنة تسع وثمانين ومائة.
انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" 11/ 403، "وفيات الأعيان" 3/ 295، "سير أعلام النبلاء" 9/ 131 (44)، "شذرات الذهب" 1/ 321.
والثاني: هو الشيخ النحوي البارع، أبو بكر، محمد بن إبراهيم بن يحيى النيسابوري الكسائي، تخرج به جماعة في العربية، وروى "صحيح مسلم" عن ابن سفيان، رواه عنه أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي، وذلك إسناد ضعيف.
انظر ترجمته في: "الأنساب" 10/ 422، "سير أعلام النبلاء" 16/ 465 (339)، "شذرات الذهب" 3/ 117.
(¬1) في (ج): وجه.
(¬2) سيأتي برقم (6560) كتاب: الرقاق، باب: صفة الجنة والنار، ورواه مسلم (185/ 307).
(¬3) الذي في رواية وهيب (6560) هي: حميل السيل أو حمية السيل، كما ذكره المصنف، وعند مسلم (184/ 305): حمئة أو حميلة السيل.
(¬4) في (ج): والحميم بمعنى: الحموم.

الصفحة 593